اقتراح تركيب كاميرات مراقبة في كل صف من مدرجات ملاعب كرة القدم في المغرب
le point diplomatique
إن ملاعب كرة القدم في المغرب لم تعد فقط فضاءً رياضياً للتشجيع والمتعة، بل تحولت في بعض الأحيان إلى ساحات للفوضى، والصراخ، والتحريض، وأحياناً للعنف بين الجماهير. هذه الظاهرة لم تعد مقبولة، خصوصاً وأن كرة القدم يجب أن تكون رسالة حب وسلام وتعايش، وليست مسرحاً لتصفية الحسابات أو إثارة الفتن.
ولهذا أقترح، وبقوة، تركيب كاميرات مراقبة دقيقة في كل صف وكل سطر من مدرجات الملاعب المغربية. بحيث يتم توجيه الكاميرات بشكل ذكي لتغطي كافة الزوايا والجهات، وتكون مربوطة مباشرة بغرفة مراقبة مركزية في كل ملعب، مزودة بشاشات كبيرة وطاقم أمني مكون من محترفين يتابعون كل ما يجري لحظة بلحظة.
إن تركيب كاميرات في كل صف مدرج، سيُحدث تحولاً كبيراً في آليات ضبط المشاغبين والمتسببين في إثارة الشغب أو الاعتداء أو التخريب. لن يكون هناك مجال للإنكار أو التهرب، فكل حركة ستكون موثقة بالصوت والصورة، مما يسهل التعرف على المتورطين، واتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم، ويبعث برسالة واضحة بأن زمن الفوضى في الملاعب قد انتهى.
بل إن هذا الاقتراح قد يكون أداة ردع قوية، حيث يعلم كل مشجع أن عيني الكاميرا تراقب، وأن كل سلوك غير أخلاقي أو مخالف للقانون لن يمر دون عقاب. كما سيُشعر العائلات ومحبي الكرة بالراحة والطمأنينة للعودة إلى المدرجات دون خوف من وقوع مشاكل أو أعمال شغب.
ومن جهة أخرى، فإن هذا النظام يمكن أن يُستخدم أيضاً لتحديد نقاط الضعف الأمنية، وتطوير الأداء التنظيمي خلال المباريات، وتحسين طريقة توزيع الجماهير وتنظيم الدخول والخروج.
هي فكرة بسيطة من حيث المبدأ، لكنها عظيمة من حيث التأثير، وقابلة للتنفيذ بتكلفة معقولة مقارنة بحجم المشاكل التي قد تُجنَّب بها. فحين نربط التكنولوجيا بالأمن، نربح مجتمعاً أكثر وعياً، وسلوكاً جماهيرياً أكثر تحضراً.