أُطلق بمقر أكاديمية المملكة المغربية بالرباط كرسي “جيوسياسية الثقافات والديانات” الذي أُسند الإشراف عليه إلى فوزي الصقلي المغربي مؤسس مهرجان فاس للثقافة الصوفية، ورئيس المنتدى الدولي “من أجل روح للعولمة”، صاحب العضوية بالمفوضية الأوروبية ضمن “مجموعة الحكماء للتفكير في الحوار بين الشعوب والثقافات في المنطقة الأورومتوسطية”.
وفي كلمة افتتاحه أمام عدد من أعضاء الاكاديمية الباحثين والجامعيين والاكادميين اكد أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية،أن ” الأكاديمية تواصل إنشاء الكراسي العلمية استجابة للاحتياجات المتزايدة والملحة في القضايا الفكرية والأدبية والثقافية والدينية والاجتماعية و قرار حيوي لتعميق التفكير النقدي، فالكراسي العلمية تجمع العلماء والباحثين في تخصصات متنوعة لتبادل الأفكار، وإثراء الحوار الأكاديمي و إثراء الحقل المعرفة مع فتح آفاق جديدة للبحث والإبتكار”.
وهذا الكرسي “كرسي جيوسياسية الثقافات والديانات” سيكون فضاء لفتع و إثراء النقاش الأكاديمي حول الجغرافيا السياسية والحوار حول الأديان والثقافات… ؛ لفهم المغازي و المتغيرات الرمزية والسرية وغيرها و التي تؤطر هوية المجتمعات وتحدد مساراتها كمسألة الهوية والإنتماء التي تعد من العوامل المؤثرة في الأحداث الجيوسياسية”.
اما اسباب تاسيس هذا الكرسي؛ فيأتي لاعتبارين أساسيين، هما:
1- مواصلة التفكير فيما اسست ودأبت وتقوم به الأكاديمية منذ سنوات من نقاش وابحاث في حوار الثقافات والأديان.
2- إسهاما منها في تعزيز قيم المشترك الإنساني، ورفع الوعي بحتمية التعايش بين الثقافات والديانات، ونشر ثقافة السلم والوئام ونبذ التطرف.
3- المساهمة العلمية في إلقاء الضوء على النقاشات العالمية، وتعزيز ثقافة الحوار بشأن القضايا الراهنة والمستقبلية، وحول القضايا الدينية والثقافية والجيوستراتيجية”.
وقد اكد مسؤول الكرسي العلمي الجديد بأكاديمية المملكة فوزي الصقلي إن هذا “مشروع أكاديمي يطمح إلى الجمع بين الجانب العلمي والأفق الحكيمة والنيرة للنبوغ والعقل الحضاري المغربي، لتعزيز الحوار بين الثقافات والأديان، و(التصدي) للتحديات الراهنة كالتطرف والعنف”، انطلاقا من “تجربة مغربية أثبتت أن التعددية الثقافية والدينية يمكن أن تكون أرضية للحوار والبناء”.
ويقدم الكرسي العلمي الجديد “فرصة لدراسة هذه الظواهر من منظور علمي شامل للتخصصات، يستمد من السياسة والاقتصاد، والديموغرافيا والأنثروبولوجيا، مع إبراز دور الثقافات والأديان في بناء مجتمعات معاصرة قائمة على التعارف”، عن طريق “إجراء دراسات ميدانية معمقة، عبر فترات تاريخية مختلفة، لفهم الظروف الموضوعية التي تجعل الثقافات والأديان تدخل في تعايش أو صراعات”، وتقديم “حلول التقارب” في إطار ندوات ومحاضرات ودرا٩سات علمية للتفكير و الإستلهام كي توفّر “مجالا مشتركا للقاء و الحوار ” أو “أكورا عمومية”