أمريكا تخلف وعدها حول تشييد قنصلية لها بمدينة الداخلة في 2025
le point diplomatique
بعد أزيد من 3 سنوات على اعلان واشنطن لمخططها المتعلق بفتح قنصلية للولايات المتحدة الأمريكية ، بمدينة الداخلة الجنوبية ، لا زالت ادارة بايدن ، تؤجلها لحد اليوم ، دون اعطاء سبب مباشر لذلك .
و قد أكد ريشتر فيرما، مساعد وزير الخارجية الأمريكي المكلف بشؤون الإدارة والموارد، ردا على سؤال حول هذا الموضوع، “عدم وجود تخطيط لأفق زمني محدد لفتح القنصلية الأمريكية في الداخلة، على الأقل في ميزانية 2025”.
و أشار فيرما، في جواب مقتضب حول موعد فتح قنصلية بالأقاليم الصحرواية تنفيذا لما تضمنه الإعلان الموقع من طرف ترامب بخصوص الصحراء: “أعتقد أن بعض التخطيط لا يزال مستمرا للتواجد المناسب، نظرا للظروف الأمنية”.
و تأكد عدم فتح الولايات المتحدة الأمريكية قنصلية لها في مدينة الداخلة خلال الولاية الحالية للرئيس جو بايدن، حيث خلت وثيقة مشروع ميزانية سنة 2025 من أي إجراء لتدشين تمثيلية لواشنطن في الصحراء المغربية.
و سيتأجل موعد فتح القنصلية إلى غاية الإدارة الأمريكية المقبلة، مع إمكانية عودة دونالد ترامب للرئاسة، حيث يتنافس الرئيس الحالي جو بايدن، كمرشح عن الحزب الديمقراطي، مع الرئيس السابق دونالد ترامب ممثلا للحزب الجمهوري، حيث اكتسح هذا الأخير الانتخابات التمهيدية وحسم نتائجها مبكرا لصالحه، وذلك في الانتخابات المقررة في نونبر المقبل.
و ينص الإعلان الموقع من طرف ترامب بخصوص الصحراء سنة 2020، والمنشور حتى الآن في المواقع الحكومية الأمريكية على افتتاح القنصلية، حيث جاء فيه ما يلي “أعلن الرئيس ترامب اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، وكذلك نيتنا فتح قنصلية للولايات المتحدة في المنطقة”.
و جاء في الوثيقة أيضا:” “تعتقد الولايات المتحدة أن خطة الحكم الذاتي التي طرحها المغرب هي الخيار الواقعي الوحيد لتحقيق حل عادل ودائم ومقبول للطرفين للنزاع حول الصحراء الغربية”، وأضافت “إن المغرب هو أحد أقدم وأقرب حلفاء الولايات المتحدة، وقد أكدت كل إدارة أمريكية منذ الرئيس كلينتون دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي”.
و ختم الإعلان ذاته: “يحث الرئيس ترامب جميع الأطراف على المشاركة البناءة مع الأمم المتحدة والنظر في طرق مبتكرة وحقيقية لدفع عملية السلام إلى الأمام”، خالصا إلى أن “هذا الاعتراف يترك مجالا للتوصل إلى حل تفاوضي، وتظل الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل مع المغرب وجبهة البوليساريو وجميع الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية المعنية لدعم العمل الضروري في المستقبل وإنشاء منطقة أكثر سلما وازدهارا”.
و كان السفير الأمريكي السابق بالمغرب، دايفيد فيشر، قد أكد في تصريح صحفي، أن فتح الولايات المتحدة قنصلية لها في مدينة الداخلة سيساهم في دعم وتشجيع المشاريع الاستثمارية والتنموية بالمنطقة، كما ستُمكّن من دعم وتشجيع المشاريع الاستثمارية والتنموية التي ستعود بفوائد ملموسة على الساكنة، ولاسيما سكان أقاليم الصحراء.
و شدد المسؤول الأمريكي على أن فتح هذه التمثيلية الدبلوماسية سيُمكِّن الولايات المتحدة من الاستفادة بشكل أكبر من الموقع الاستراتيجي للمغرب كمركز للتجارة في إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط، مؤكدا أن القيادة الجريئة للملك محمد السادس، الذي، بخبرته، جعل من المغرب “البوابة الاقتصادية” بإفريقيا وذلك بفضل اتفاقيات التجارة الحرة الموقعة مع بلدان في أوروبا والشرق الأوسط والقارة الإفريقية.
و أبرز المتحدث، أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل مع المغرب بشكل وثيق لحماية مصالح أمننا القومي، مضيفا أن المملكة المغربية والولايات المتحدة يجمعهما تعاون متين وطويل الأمد في مجال مكافحة الإرهاب، مشددا على أن المغرب هو البلد الإفريقي الوحيد الذي تربطه اتفاقية للتجارة الحرة بالولايات المتحدة.