مع اقتراب شهر رمضان المبارك، تجددت موجة من التحركات السياسية المكثفة في إقليم الحوز، حيث باتت مساعدات رمضان مستهدفة من قبل بعض الأحزاب السياسية والشخصيات المنتخبة.
في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي تعاني منها الكثير من الأسر بعد تداعيات زلزال الحوز، يبدو أن هذه المساعدات أصبحت سلاحًا تستخدمه القوى السياسية لأغراض انتخابية، بدلاً من أن تكون وسيلة حقيقية لدعم الفئات الأكثر هشاشة.
يلاحظ المتابعون أن بعض الأحزاب تسعى إلى ربط تقديم المساعدات بحملات دعائية مكثفة، حيث يتم استخدام قفة المساعدات الرمضانية كوسيلة لاستمالة الناخبين وكسب التأييد، مما يُفقد العمل الخيري جوهره وأهميته.
ففي الوقت الذي كان يجب أن تكون فيه مساعدات رمضان دعماً إنسانياً يعكس قيم الكرم والتعاون، جعلتها بعض القوى السياسية وسيلة للضغط والتأثير، مما أثار استياء السكان الذين يشعرون بأنهم يتعرضون لاستغلال مشين في محنة هم في أمس الحاجة للتضامن معها.
هذه الظاهرة تثير العديد من التساؤلات حول أخلاقيات العمل السياسي وكيف يمكن أن تتجلى مصلحة المجتمعات في سياقات سياسية مشوبة بالمصلحة الشخصية.
تزايد الأصوات المطالبة بضرورة وضع آليات رقابية صارمة تُنظم توزيع المساعدات وتحول دون استغلالها، حيث يُشدد المعنيون على أهمية الفصل بين العمل الخيري والأهداف السياسية.
إن إحباط الناخبين من استغلال احتياجاتهم الإنسانية لأغراض سياسية يمكن أن يؤدي إلى فقدان الثقة في العملية السياسية برمتها، بالإضافة إلى تفاقم الوضع الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع الذي يعاني في الأساس من أزمات متعددة.
في الوقت نفسه، يمثل تزايد دعوات مراقبة توزيع المساعدات حاجة ماسة لضمان أن تصل هذه المساعدات إلى الفئات المحتاجة بالفعل، دون أي تجاذبات سياسية قد تؤثر على نزاهتها.
قد يكون من الضروري إيجاد صيغة قانونية تمنع استغلال المساعدات الرمضانية لأغراض انتخابية، وتؤكد على ضرورة دور المنظمات الخيرية والمجتمعية التي يمكن أن تلعب دورًا فعالًا في توزيع المساعدات بعيدًا عن أي نفوذ سياسي.
يبقى السؤال قائمًا: هل سيتحرك المعنيون لحماية حق مجتمع الحوز في تلقي المساعدات بشكل عادل ومنصف؟ إن استغلال قفة رمضان لأغراض سياسية لا يشكل فقط انتهاكًا لمبادئ العمل الخيري، بل ينسف أيضًا كل جهود البناء الاجتماعي والتنمية المستدامة في الإقليم.
ومع استمرار هذه الممارسات، يبقى الأمل في أن يستعيد العمل الخيري مكانته الحقيقية كمصدر للغيث والدعم، لا كأداة للنفوذ والضغط السياسي.