جريدة إلكترونية تهتم بالأخبار الدبلوماسية

استياء الصحافة الوطنية من عشوائية التنظيم وسوء تواصل إدارة “إيقاعات العالم”

Le point diplomatique

Le point diplomatique

أجمعت أغلب المنابر الإعلامية الوطنية التي تواكب مجريات مهرجان موازين” إيقاعات العالم” في دورته 20 أن هذه الدورة من أكثر الدورات موازين فاشلة على مستوى التنظيمي، بدءا من سوء تواصل إدارة المهرجان مع المنابر الإعلامية، وتباطئ في الإستجابة لطلباتهم وصعوبات في الحصول على الإعتمادات إلى غياب تنسيق أو توجيه واضح ما أدى إلى انسحاب الصحافة والمنابر الإعلامية الوطنية من تغطية مهرجان عالمي .

العديد من الصحافيين اشتكوا من الشركة المفوض لها تدبير الشق الإعلامي لمهرجان موازين ،من سوء التنسيق، والتأخر غير المبرر في منح الإعتمادات، والإقصاء الانتقائي لعدد من المنابر الإعلامية الوطنية  الجادة، بل وبلغ الأمر ببعضهم إلى الحديث عن “إهانات لفظية وتعامُل فوقي” من بعض العاملين في الشركة المذكورة، وهو ما خلّف موجة استياء واسعة وسط الجسم الإعلامي  المغربي الذي اعتاد تغطية هذا الحدث منذ سنوات.

معاملة دون المستوى

“لم يتم التواصل مع ممثلي وسائل الاعلام لا من خلال البريد الالكتروني المقدم ،ولا  عبر الهاتف، رغم تقديم طلب الاعتماد قبل أسابيع”، تقول إحدى الصحافيات من منبر إعلامي  وطني معروف، :“حين تم الرد علينا، جاء ذلك بأسلوب غير لائق، فيه تقليل من قيمة عملنا، وكأننا متطفلون ولسنا مهنيين نساهم كل سنة في إنجاح صورة المهرجان”.

صحافي آخر اشتكى من تعرضه للطرد من منطقة مخصصة للصحافة، رغم توفره على بطاقة اعتماد رسمية، معلقًا: “الارتباك كان سيد الموقف، والتعامل لم يكن في مستوى حدث دولي يُفترض أن يحترم الصحافيين بدل إهانتهم”.

أزمة ثقة بين الإعلام والمنظمين

هذا التوتر المتصاعد يعكس أزمة عميقة في تدبير التواصل مع الصحافة، ويطرح تساؤلات حول أهلية الشركة المفوضةلها تدبير الشق الإعلامي ، ومدى احترامها لأبسط معايير العلاقة بين الشركة المنظمة  ووسائل الإعلام، خاصة أن هذه الأخيرة أسند لها تنظيم كل الملتقيات والمحافل والاحداث الوطنية والدولية وأصبحت تعتمد من تريد وتقصي من تريد.

على إثر هذه الأحداث، طالب عدد من الصحافيين جمعية “مغرب الثقافات” — الجهة الرسمية المنظمة للمهرجان — بالتدخل العاجل لتقويم هذا الاعوجاج، وتقديم توضيحات بشأن طريقة اختيار الشركة المكلفة بالإعلام، ومدى احترامها لدفتر التحملات،  حيث تمت المطالبة بإصدار اعتذار رسمي لما طال الصحافة من إهانة غير مبررة.

مهرجان دولي.. بمعاملة محلية رديئة

ليست هذه المرة الأولى التي تثار فيها مثل هذه الانتقادات، لكن حدتها هذه السنة تبدو أكبر، خصوصًا مع اتساع رقعة التذمر وتداول عشرات الصحافيين لتجاربهم السلبية على شبكات التواصل، ما يدعو إلى التساؤل: هل يمكن لمهرجان بحجم “موازين” إيقاعات العالم  أن يستمر في تجاهل الجسم الإعلامي الوطني بهذه الطريقة؟ وهل تدرك الجهات المنظمة أن نجاح التظاهرات الثقافية لا يُبنى فقط على النجوم والميزانيات، بل أيضًا على الاحترام المتبادل مع الصحافة والإعلام؟.