“من المقرر أن تفتتح جمهورية تشاد صباح غدٍ الأربعاء، الذي يتزامن مع احتفالات المملكة بذكرى استرجاع إقليم وادي الذهب في 14 أغسطس، قنصلية عامة في مدينة الداخلة، ثاني كبرى المدن في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية. هذا الافتتاح سيرفع عدد القنصليات في المدينة إلى 17، ويشكل تطوراً مهماً في دعم سيادة المملكة، إضافةً إلى كونه صفعة للدول التي تدعم الانفصال وجبهة البوليساريو.”
وأعلنت وزارة الخارجية المغربية، قبيل أيام، بأن “جمهورية تشاد قد أبلغت الرباط، عبر مذكرة شفوية، السلطات المغربية بقرارها فتح قنصلية عامة لها قريباً، بالداخلة في الصحراء المغربية، مسجلة أنه وبحسب السلطات التشادية، فإن هذا القرار يندرج في إطار العلاقات الأخوية بين الملك محمد السادس، ورئيس جمهورية تشاد، محمد إدريس ديبي إيتنو”.
بدوره، اعتبر نوفل البعمري، باحث في شؤون الصحراء افتتاح جمهورية تشاد لقنصليتها “حدثا استثنائيا في تاريخ علاقة المغرب بافريقيا وهو حدث سيدفع بالمغرب لتحقيق اختراق سياسي وجيوإستراتيجي في العمق الإفريقي مما سيشكل ضربة قاسمة للدول التي تدعم مشاريع الانفصال بافريقيا”.
كما سجل في تصريح لمصادر صحفية أن خطوة تشاد ستدفع بمشاريع الانفصال به نحو الفشل الحتمي خاصة داخل الاتحاد الأفريقي “الذي بهذه الاعترافات التي ينتزعها المغرب وبالقرارات السياسية لفتح قنصليات لدول إفريقية بالصحراء المغربية سيتجه قريبا نحو تجميد عضوية الكيان الوهمي بالإتحاد الأفريقي اذ لن يعود له اي مكان داخل هذا التكتل الأفريقي”.
وذكر البعمري في حديثه للجريدة بأن دولة تشاد سبق لها أنها أعلنت رسميا سنة 2022 عن قرار افتتاح قنصليتها في الداخلة عبر مذكرة شفوية وجهتها للخارجية المغربية، مشيرا أنه وبعد مرور حوالي سنتين على قرارها تقوم بتنزيله على أرض الواقع وذلك بافتتاح بعثة دبلوماسية بمدينة الداخلة لتلتحق رسميا بسلسلة الدول التي اتخذت هذه الخطوة وتكون من ضمنها.
ولفت الباحث في شؤون الصحراء بأن دولة تشاد تقع وسط أفريقيا وتعتبر من أكبر الدول مساحة كما أن لها حدود كبرى مع خمسة او ستة دول أفريقية، مبرزا أنها تستمد قوتها من موقعها الاستراتيجي هذا و يعكس رغبة سياسية في انخراطها مع باقي الدول الأفريقية سواء الواقعة غرب أفريقيا أو في الساحل في مختلف المشاريع الاقتصادية الكبرى التي أعلن عنها عاهل البلاد منها مشروع أنبوب الغاز و مشروع المحيط الأطلسي و غيرها من المشاريع الاقتصادية ذات البعد الاستراتيجي الذي سيحول أفريقيا من قارة تسعد الحروب و النزاعات إلى قارة تنتج الثروة و تستغلها لصالح شعوبها.
يشار أن الدول التي سبق وافتتحت قنصليتها بالداخلة جنوب المغرب، إلى جانب جمهورية تشاد، هي جمهورية الرأس الأخضر وجمهورية توغو وبوركينا فاسو، وهايتي، والكونغو الديمقراطية، وغامبيا، وغينيا، وجيبوتي، وليبيريا، وغينيا الاستوائية، وغينيا بيساو، وسيراليون، والسنغال ومنظمة “دول شرق البحر الكاريبي” وسورينام.
وفي 2020، أكد وزير الشؤون الخارجية والتكامل الإفريقي والتشاديين في الخارج آنذاك، أمين أبا صديق، خلال زيارة له للرباط، أن جمهورية تشاد لم تعد لها أي علاقة مع “الجمهورية الصحراوية ” المزعومة منذ أن قررت الحكومة التشادية في مارس 2006 سحب اعترافها بهذا الكيان.
وأبرز الوزير التشادي، في أعقاب محادثاته مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أن بلاده دافعت، في مواجهة هذا النزاع الذي كان يسمم أشغال الاتحاد الأفريقي، عن مبدأ أن تتم تسوية النزاع حول الصحراء حصريا في إطار الأمم المتحدة.
وجدد السيد أمين أبا صديق التأكيد على موقف بلاده الذي عبر عنه الرئيس التشادي إدريس ديبي إيتنو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، من خلال دفاعه عن فكرة ضرورة تسوية هذا النزاع في إطار المسلسل السياسي الأممي حصريا.
كما أشاد أمين أبا صديق بمواقف المغرب المحايدة. وأكد الوزير التشادي أنه “بفضل إرادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس إدريس ديبي إيتنو، يتقاسم البلدان الشقيقان والصديقان وجهات نظر مشتركة حول قضايا الأمن في إفريقيا”.
وأبرز من جانب آخر أن بلاده “أخذت علما بمقترح الحكم الذاتي المغربي وترحب بجهود المغرب الجادة وذات المصداقية من أجل المضي قدما نحو تسوية قضية الصحراء”، مسجلا دعم بلاده جهود الرباط “الجادة وذات المصداقية” من أجل المضي قدما نحو تسوية قضية الصحراء.