Le point diplomatique
في عالم يعاني من الآثار الوخيمة لتغير المناخ، لا تزال ظاهرة الجفاف والتصحر في تفاقم مستمر، ممايؤثر بشكل كبير على النظم البيئية الطبيعية
ففي مختلف أرجاء العالم “الوضع اصبح كارثي”، فالأراضي الصالحة للزراعة تجف، ومصادر المياه تتبخر، والتربة الخصبة تتحول إلى مساحات شاسعة من الأراضي المتصحرة، مما ينذر بعواقب وخيمة ناجمة عن آثار تغيرات المناخ المثيرة للقلق. ويزداد هذا الواقع المقلق مع استمرار تدهور الأراضي بوتيرة غير محدودة.والتوسع العمراني الكبير
في تصريح اعلامي للمدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات السيد عبد الرحيم هومي قال إن المناطق الجنوبية والشرقية والوسطى للمملكة المغربية والتي تتميز بمناخ جاف أو شبه جاف، تعرف تدهورا حادا للأراضي ،تشهد تراجع ملحوظ في الغطاء النباتي ،مع إنخفاض الكبير في منسوب المياه الجوفية، وأوضح هوني في حديثه الصحفي أن حوالي 10 ألاف هكتار من الأراضي الغابوية المغربية تظهر عليها حاليا علامات التدهور تشمل جميع الأصناف الأشجار مع هيمنة شجرة الصنوبر ،
مشيرا إلى أن هذا التدهور مصحوب بإنخفاض في نموا الشجيرات مع التقلص الغطاء النباتي الغابوي ،وأوضح هوني أن هذا الوضع ناتج عن عوامل مختلفة منها المناخية ومنها البشرية، ويعد تغير المناخ هو أحد أسبابه الأساسية ،بالإضافة الى ارتفاع القياسي في درجات الحرارة نوزيادة التقلبات في التساقطات المطرية وتضاعف موجات الجفاف ،ممايؤثر على بشكل سلبي عل النظم البيئيةن
وتابع هوني حديثه عن العوامل البشرية والتي تهم تزايد الضغوط البشرية والإستغلال المفرط للموارد الغابوية والرعي الجائر، بالإضافة الى التوسع العمراني العشوائي وغير المنضبط ،فكل هذه الأنشطة تتجاوز القدرة الغابوية على التجديد بشكل طبيعي
وفي نفس السياق صرح محمد سعيد قروق أستاذ علم المناخ بأسباب ظاهرة التصحر والجفاف بالمغرب يعود لممارسات وسلوكيات بشرية غير معقلنة مما يساهم في تفاقم اثار الجفاف ،وذكر في مثال له حرائق الغابات التي يعود غالبا إلى سلوكيات غير مسؤولة تؤدي الى فقدان الموارد غابوية ثمينة ،
وفي نفس السياق ذكر هوني أن الوكالة الوطنية للمياه والغابات اتخدت العديد من المبادرات تهدف الى استعادة الأوساط الطبيعية المتدهورة وتعزيز قدرتها على الصمود في وجه اثار تغير المناخ والتصحر
وأكد هوني أنه في إطار الإستراتيجية غابات 2020-2030 التي أطلقتها الوكالة الوطنية للمياه والغابات في إطار برنامجا وطنيا طموحا يهدف لإعادة التشجير واستعادة الغابات ،ويهدف هذا البرنامج الى تشجير 600 الف هكتار مع حلول 2030 مع إرساء إطار التدبير التشاركي مع السكان المحليين لتعزيز الإستعمال العقلاني للموارد الطبيعية ومكافحة الرعي الجائر
تعمل المملكة المغربية من خلال هذه المبادرة على إعادة التشجير والتثمين الموارد الغابوية وتعبئة الأطراف المعنية بهدف التوفيق بين التنمية السوسيو اقتصادية والحفاظ على النظم البيئية من أجل مستقبل مستدام للأجيال القادمة .