جريدة إلكترونية تهتم بالأخبار الدبلوماسية

الجنائية الدولية تصدر مذكرة إعتقال بحق زعمي حركة طالبان” الإضطهاد ضد الإنسانية”

Le point diplomatique

Le point diplomatique 

أصدرت المحكمة الجنائية الدولية  مذكرتي توقيف بحق المرشد الأعلى لحركة طالبان، هبة الله أخوند زاده، ورئيس قضاة الحركة، عبد الحكيم حقاني. وذكرت المحكمة أنها وجدت” أسبابا شرعية” للاعتقاد بأنهما ارتكبا، بصفتهما آمرَين أو محرضَين أو مستدرجَين، “جريمة “الاضطهاد ضد الإنسانية”.

 قالت المحكمة الجنائية الدولية  في بيان لها إنه “بينما فرضت طالبان قواعد ومحظورات معينة على السكان ككل، فقد استهدفت الفتيات والنساء تحديداً بسبب جنسهن، وحرمتهن من الحقوق والحريات الأساسية”.

وجاءت التهم الموجهة لزعمي حركة طالبان تتمثل في التمييز بين الجنسين،والتمييز ضد الفتيات والنساء شملت منع الفتيات من التعليم  وذالك بإغلاق الجامعات الحكومية أمام الفتيات والنساء، و منع عمل النساء في عدة وظائف، ومنعت سفر المرأة لوحدها دون محرم لأكثر من 78 كيلومتر، إضافة إلى إصدارها مرسوما يحظر عليهن رفع أصواتهن في الأماكن العامة.

ومنذ وصول حركة طالبان للمرة الثانية للسلطة في أفغانستان منذ نهاية شتنبر2021، أصدر زعيم الحركة الشيخ “هبة الله أخوند زاده ” 16 قرارا يهم المرأة الأفغانية فقط، ويشمل إغلاق الجامعات والمدارس في وجوههن، والسماح لهن بالدراسة حتى سن 12 سنة فقط، ومنع عمل المرأة في المؤسسات الأجنبية والمحلية،أوالمكاتب الحكومية،و طالبت الحركة بمنع إرتداء الملابس الملونة للنساء،كما طالبت المذيعات وموظفات في وسائل الإعلام بالرتداء أقنعة تشمل تغطية الفم والوجه،كما تم إغلاق جميع الأندية الرياضية أمام النساء ومنع مشاركة جميع الأنشطة الرياضية للنساء الأفغانيات في المسابقات الدولية، وفرضت قيود على خروج النساء من المنازل بما في ذالك من منع التردد على الحدائق العامة، وإغلاق الحمامات النسائية.

ويذكر بتاريخ 11 يوليو 2023،أكد خبيران من الأمم المتحدة، في تقرير ميداني لهما أجروه داخل أفغنستان مع عدة نساء ومنظمات المجتمع المدني وزعماء دين، ووكالات الأمم المتحدة، ومنظمات دولية ،ومن مسؤولين من الحكومة الأفغانية،خلص التقرير إلى” أنّ طالبان قد قيّدت حقوق الإنسان للنساء والفتيات بشكل مُمَنهج في أفغانستان وخنقت جميع جوانب حياتهن، وأضافا أنّ مثل هذه المعاملة قد ترقى إلى مستوى “الفصل الجنساني”.

وفي تقرير مشترك إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أشار المقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في أفغانستان “ريتشارد بينيت”، ورئيسة الفريق العامل المعني بالتمييز ضد النساء والفتيات “دوروتي إسترادا-تانك”، إلى أنّ وضع النساء والفتيات في أفغانستان هو الأسوأ على المستوى العالمي.

وأكّد بينيت “أنّ النساء والفتيات يعانين في أفغانستان من تمييز شديد قد يرقى إلى حد “الاضطهاد الجنساني”، أو ما يُعرف بالفصل الحنساني، وهو جريمة ضد الإنسانية، حيث يبدو أن سلطات الأمر بأفغانستان تَحكُم عبر ممارسَة التمييز النظمي بقصد إخضاع النساء والفتيات للهيمنة الكاملة.

وفي كلمة للممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة سنة 2023،أمام مجلس الأمن السيدة “روزا أوتونباييفا”  في أفغانستان قالت “إن سياسات سلطات الأمر الواقع (طالبان) والتي تؤدي إلى استبعاد المرأة، غير مقبولة بالنسبة للمجتمع الدولي،” إلا أنها شددت على ضرورة “ضمان عدم إغلاق أبواب الحوار” كأداة لتغييرها.

وردّاً على ذلك، أعلنت حركة طالبان عدم اعترافها بالمحكمة الجنائية الدولية، واصفةً مذكرة التوقيف بأنها “عمل عدائي واضح” و”إهانة لمعتقدات المسلمين حول العالم.