بقلم: الأستاذ محمد عيدني
في خضم التحديات المتعددة التي تواجهها بلادنا، أصبح الدفاع عن الهوية الوطنية وثوابت الأمة ضرورة ملحة ومهمة تتطلب تضافر الجهود بين مختلف الفاعلين. فالإعلام، المجتمع المدني، ومنصات التواصل الاجتماعي، جميعها أدوات فعّالة يمكنها أن تلعب دوراً محورياً في مواجهة الحملات الشرسة التي تسعى للنيل من الوحدة الترابية للبلاد.
تاريخياً، كان الإعلام هو المخاطب الرئيسي للمواطنين، لكنه في زمن المعلومات الرقمية تغيرت الآلية. أصبحت الأخبار تنتشر بسرعة البرق، مما يزيد من خطورة الشائعات والمعلومات المغلوطة. لذا، فإن مسؤولية الإعلام تزداد أهمية، ويجب أن يسعى إلى تقديم معلومات دقيقة وموثوقة، تعزز من الوعي الوطني وتواجه أي دعايات مغرضة.
وفي جانب آخر، يلعب المجتمع المدني دورًا حاسمًا في توعية الجماهير وتعزيز قيم الانتماء الوطني. من خلال الأنشطة الثقافية والتوعوية، يمكن للجمعيات المحلية أن تُعزز من مفاهيم الهوية، وتعطي الناشئة الأدوات اللازمة لفهم أهمية الحفاظ على الوطن وقيمه.
أما عن منصات التواصل الاجتماعي، فهي تمثل سلاحًا ذو حدين. فمن جهة، تسهم في نشر المعلومات بسرعة، ولكنها من جهة أخرى، يمكن أن تكون منفذًا للإشاعات والأخبار الزائفة. ومن هنا، يتوجب على الشباب والمستخدمين التعاطي مع هذه المنصات بحذر، والتحقق من صحة الأخبار قبل إعادة نشرها.
إن التصدي للإشاعات وبناء مجتمع مدرك وواعٍ بحاجة إلى عمل جماعي حقيقي. كلُّ فاعل له دور مهم، يجب أن يتكامل مع الآخرين لتحقيق الهدف المشترك. ولقد حان الوقت لأن تكون الجهود منصبّة نحو تعزيز الهوية الوطنية وبناء مستقبل آمن لجميع المغاربة.
إنها مسؤولية مشتركة تتطلب الوعي والتعاون، وبحيث نُدرك جميعًا أهمية العمل معًا لضمان ازدهار وطننا وحمايته من أي تهديدات. فلا بد أن نكون جميعًا حراسًا للهوية والوحدة الوطنية، وأن نعمل يدًا في يد لبناء غدٍ أفضل