تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ، اليوم الخميس، بزيادة دعم الصين للقارة الإفريقية الأسرع نموًا في العالم بتمويل يبلغ نحو 50 مليار دولار، ودعم المزيد من مبادرات البنية الأساسية وتوفير ما لا يقل عن مليون فرصة عمل.
وقال شي، في كلمته بقمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي لوفود أكثر من 50 دولة إفريقية إن ثاني أكبر اقتصاد في العالم سينفذ 30 مشروعًا للبنية التحتية الأساسية في أنحاء القارة الغنية بالموارد، وسيقدم مساعدات مالية بقيمة 360 مليار يوان (50.70 مليار دولار).
وأضاف “الصين مستعدة لتعزيز التعاون مع إفريقيا في مجالات الصناعة والزراعة والبنية التحتية والتجارة والاستثمار”.
ودعا إلى “شبكة بين الصين وإفريقيا تتضمن روابط برية وبحرية وتطويرًا منسقًا”، وطلب من الشركات الصينية العودة إلى القارة بعد رفع قيود كوفيد-19 التي عطلت خططها.
وفي العام الماضي، وافقت الصين على قروض بقيمة 4.61 مليار دولار لإفريقيا، في أول زيادة سنوية منذ عام 2016.
ومنتدى التعاون الصيني الإفريقي، هو أكبر اجتماع دبلوماسي تستضيفه بكين منذ جائحة كوفيد-19، ويحضره أكثر من 50 قائدًا إفريقيّا والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
أفضل فترة في تاريخها
وقال الرئيس الصيني في خطاب ألقاه في قاعة الشعب الكبرى في العاصمة بكين أمام القادة الأفارقة إنّ “العلاقات الصينية الإفريقية تمرّ الآن بأفضل فترة في تاريخها”، مؤكّدا أنّ بلاده مستعدّة لتعميق التعاون مع القارة في مجالات شتى مثل البنى التحتية والتجارة.
وأوضح أنه “على مدى السنوات الـ3 المقبلة، الحكومة الصينية مستعدة لتقديم دعم مالي يصل إلى 360 مليار يوان (50.7 مليار دولار)”، واعدًا أيضًا بالمساعدة في “توفير مليون فرصة عمل على الأقلّ لإفريقيا”.
وأشار إلى أن أكثر من نصف هذا المبلغ سيكون قروضًا، مع 11 مليار دولار “على شكل مساعدات” بالإضافة إلى 10 مليارات دولار من خلال تشجيع الشركات الصينية على الاستثمار.
من جهته، أكّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في افتتاح المنتدى أنّه بإمكان الصين وإفريقيا إذا ما تعاونتا سويا أن تقودا “ثورة في مجال الطاقة المتجددة”.
وقال غوتيريش إن “سجلّ الصين المذهل في مجال التنمية، خصوصًا في القضاء على الفقر، يُعدّ مصدرًا عظيمًا للتجربة والخبرة”.
وتُعد الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، أكبر شريك تجاري لإفريقيا، وهي تسعى للاستفادة من كنوز القارة الهائلة من الموارد الطبيعية بما فيها النحاس والذهب والليثيوم والمعادن الأرضية النادرة.
وإلى جانب 30 مشروعًا على صلة بالبنية التحتية، قال شي إن “الصين مستعدة لإطلاق 30 مشروعًا للطاقة النظيفة في إفريقيا”، واقترح التعاون في مجال التكنولوجيا النووية ومعالجة عجز الكهرباء الذي يعرقل منذ فترة طويلة تحقيق الأهداف الأوسع للتصنيع في إفريقيا.
وذكر “نحن على استعداد للمساعدة في تطوير منطقة التجارة الحرة بالقارة الإفريقية وتعزيز التعاون اللوجستي والمالي بما يعود بالنفع على التنمية عبر مختلف المناطق في إفريقيا”.