جريدة إلكترونية تهتم بالأخبار الدبلوماسية

المبادرة الأطلسية لجلالة الملك: بوابة نحو مستقبل مزدهر لإفريقيا و العالم العربي و أمريكا اللاتينية

le point diplomatique

أكد رئيس مجلس النواب راشيد الطالبي العلمي، في كلمة له خلال افتتاح “المؤتمر البرلماني للتعاون جنوب-جنوب” بالرباط، على أن المبادرة الملكية الرامية إلى تعزيز ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي ستُطلق ديناميات جديدة تعود بالنفع على مجموعات إفريقيا و العالم العربي و أمريكا اللاتينية.

و أشار الطالبي  أيضا ، إلى أن هذه المبادرة “المبتكرة و الاستراتيجية” لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تعد بإطلاق ديناميات و تطوير و فوائد كبرى، “و أساسا قيمة التضامن المثمر ذي العائد الاستراتيجي المشترك”.

و تُعدّ هذه المبادرة، التي تضم مشاريع استثمارية كبرى للربط والتواصل و الإنتاج و الإدماج، واحدة من العديد من المبادرات و المشاريع التي تقترحها المملكة المغربية في إطار عقيدة التعاون جنوب-جنوب، و التي تُشكل جزءًا من الدبلوماسية المغربية كما أرساها ويقودها جلالة الملك.

و أكد الطالبي العلمي على أن بلدان الجنوب تتوفر على جميع الإمكانيات و المقومات للنهوض والصعود، لاسيما في مجالات الاقتصاد و الطاقة والموارد الأولية، بما في ذلك المعادن و الثروات الطبيعية و الغاز و النفط، إلى جانب إمكانياتها الهائلة لإنتاج الطاقة من مصادر متجددة، فضلا عن أكبر الأراضي القابلة للزراعة في العالم.

و أشار بعدها ، إلى أن هذه البلدان تتمتع أيضا بمواقع استراتيجية هائلة، إذ تقع بين ثلاث محيطات هي الأكبر في العالم، و ثلاث بحار كبرى، لافتا إلى أهمية البحار و المنصات والممرات البحرية في التجارة الدولية، و في توفير الغذاء، و في النشاط السياحي و في التواصل.

و اعتبر الطالبي أن تحويل هذه الإمكانات إلى ثروات و مشاريع، يطرح سؤال التحديات التي تواجه بلدان الجنوب، و من ذلك، تحدي عدم الاستقرار و النزاعات و الهجرات و النزوح واللجوء، و تداعيات الاختلالات المناخية، و ضعف الاستثمارات و الرساميل و ضعف المبادلات بين هذه البلدان و ارتباطها أساسا ببلدان المركز، وضعف القيم التصديرية للبضائع، و عدم القدرة على التوفر على التكونولوجيات الجديدة و المهارات لتحويل إمكانياتها إلى ثروات.

كما أكد أن التغلب على هذه التحديات يتطلب البحث عن التكامل في ما بين هذه الدول، واستغلال ما يوفره من فرص، و توفير البيئة المناسبة و الجاذبة للاستثمارات من خلال التشريعات المنفتحة وحكامة المرفق الإداري، وتشجيع الثقافة المقاولاتية، مسجلا أن بلدان الجنوب تتوفر على إمكانيات هائلة للاستثمار في الاقتصاد الأخضر و الطاقات المتجددة، مع ما يوفر ذلك من فرص شغل و ما يطلقه من ديناميات اقتصادية و من تموقع مستحق في مجتمعات الإعلام والمعرفة.

و شدد رئيس مجلس النواب على أن “التكتل كمجموعات جيوسياسية حول قرارات سياسية موحدة، ونبد الخلافات في ما بين دول الجنوب، و  الحرص التام على احترام سيادة البلدان ووحدتها الترابية وقراراتها السيادية، شروط تؤكدها دروس التاريخ لبلوغ أهدافنا”.

و دعا في هذا الصدد إلى “توحيد مرافعات دول الجنوب في المحافل الدولية للدفاع عن قضاياها وضد الظلم التي تعرضت له في سياق نظام دولي غير عادل، وأن تلح على حقها في الاستفادة من التكنولوجيا و المهارات التي ينبغي تيسير نقلها بأقل كلفة”.