جريدة إلكترونية تهتم بالأخبار الدبلوماسية

المرأة النرجسية: قصة العويق ودرس في الحب

Le point diplomatique

في ليلة عيد الحب، حيث تتزين القلوب بالحب والرغبة في المشاركة والارتباط، كان العويق يقف أمام تحدٍ صعب. قرر أن يُظهر حبه الكبير لتريزا، المرأة التي تحكمها روح النرجسية. كان العويق يتطلع إلى قضاء مساء مميز في أحد أضخم المطاعم بالعاصمة، الرباط، حيث الصور وتبهر الأنظار، متمنياً أن يخفف التوتر الذي كان بينهما.

 

لكن قلب تريزا كان مشغولًا بأمور أخرى. فهي لم تكن ترى إلا نفسها، بل اعتبرت العويق مجرد أداة أخرى في خطتها للانتقام من الرجال، استنادًا إلى تجارب مؤلمة قد خاضتها في الماضي. وفي خضم تلك السهرة الرومانسية، كان العويق يحاول جاهدًا إرضاءها بكل الطرق الممكنة، لكنه كان يشعر بأن انفعالاتها تبتعد أكثر وأكثر عنه.

 

تريزا، بدلاً من الشعور بالامتنان لتلك اللفتة الجميلة، كانت تواصل التفكير في الشكاوى الذاتية والرغبة في الانتقام. ومع كل كلمة لطيفة أو محاولة لإشعال الشغف بينهما، كانت تتجاهل مشاعر العويق، إلى أن جاء أحدهم، قايد عاصي، الذي قدّم لها وعودًا خادعة من المال والسلطة، مما جعل تريزا تتنكر للعويق وتتبنى سلوكًا غير لائق.

 

في وسط كل هذا، قرر العويق إهدائها وردة حمراء، رمز الحب والدعم، لكنه لم يكن يعلم أن فعلته تلك ستكون بمثابة طعنة في قلبه. بعد عودتها إلى المنزل، تفاجأ بحجم اللامبالاة التي تظهرها تريزا. فقد اختار القلق والتأمل في الحب، ليجد نفسه مكشوفا أمام برودة مشاعرها.

 

في النهاية، كانت تلك الليلة بمثابة درس قاسٍ للعويق. في حين كان يحاول التواصل مع تريزا، كانت هي تتعامل معه بشكل غير لائق، وكأنها أبعدت عنه جميع القيم التي تمثل الحب الحقيقي. ثم جاء الوقت، حين قررت تريزا طرده من منزلها بعد أن غطت وردة الحب بورقة حمراء، لتؤكد له أن النرجسية يمكن أن تكون شرارة تحول الحب إلى كابوس يصعب تحمله.

 

في تلك القصة، يظهر بوضوح كيف أن النرجسية قد تدمر العلاقات، وكيف يمكن للحب الصادق أن يتحول إلى ألم عند عدم تقدير الطرف الآخر. فبينما يسعى العويق نحو الحب الحقيقي، ظلت تريزا محاصرة في عالمها الخاص، حيث الحب والانتقام لا يمكن أن يجتمعوا أبداً