المغرب، ذلك البلد الذي يمتد بين البحر والمحيط، بجغرافيا جعلته مفتاحًا استراتيجيًا في شمال إفريقيا، وركيزة أساسية في العلاقات الدولية. بموقعه الفريد، يشرف على مضيق جبل طارق، ويربط بين أوروبا وإفريقيا، وبين المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط. سواحله الطويلة لم تكن مجرد حدود، بل جسور للتواصل، ومراكز حيوية للتجارة، والملاحة، والاستثمار.
على مر العصور، لعب المغرب دورًا حاسمًا في المنطقة، سواءً كقوة بحرية في العصور القديمة، أو كدولة ذات تأثير سياسي واقتصادي في العصر الحديث. ميناء طنجة المتوسط، أحد أكبر الموانئ في العالم، مثال واضح على ذلك، حيث أصبح حلقة وصل أساسية في التجارة الدولية، يربط بين القارات ويسهم في حركة البضائع العالمية.
إلى جانب موقعه، يمتلك المغرب استقرارًا سياسيًا وأمنيًا يجعله نقطة جذب للاستثمارات والشراكات الدولية. في وقت تعاني فيه المنطقة من توترات متلاحقة، يظل المغرب نموذجًا للتنمية والاستقرار، بفضل رؤية قيادة حكيمة وشعب متشبث بوحدته الوطنية. تحت قيادة الملك محمد السادس، شهد المغرب تحولات كبرى، من مشاريع البنية التحتية إلى تطوير القطاعات الحيوية مثل الطاقات المتجددة، والصناعة، والفلاحة، والسياحة.
على الساحة الدبلوماسية، يحافظ المغرب على حضور قوي، يبني التحالفات بعقلانية، ويدافع عن مصالحه بحنكة. سياساته الخارجية المتوازنة جعلته شريكًا موثوقًا للدول الكبرى، من إفريقيا إلى أوروبا، ومن العالم العربي إلى الولايات المتحدة.
في المقابل، لا تخفي بعض الدول في المنطقة قلقها من هذا النجاح المتصاعد. الجزائر، الجار الشرقي، تجد نفسها عاجزة عن مجاراة المغرب في الدينامية الاقتصادية والسياسية عقدتها المغرب تدرسهافي المدارس تعلمها لناس والأجيال … هذا التفاوت في الرؤية والمسار خلق توترًا واضحًا، حيث تحاول الجزائر، عبر سياسات عدائية، عرقلة مسيرة المغرب، دون أن تدرك أن التاريخ لا ينتظر المتخلفين، وأن التنمية والاستقرار هما السبيل الوحيد للمنافسة الحقيقية.
المغرب اليوم ليس مجرد دولة، بل نموذج لقوة إقليمية متنامية، تستثمر في شعبها، وتؤمن بمستقبلها، وترسخ مكانتها كفاعل رئيسي في العالم. لا يمكن تجاوزه، ولا يمكن الاستغناء عنه، فهو نقطة ارتكاز استراتيجية، وقوة متصاعدة في المنطقة والعالم.
بالشعار الله الوطن الملك وحفظ الله مملكتنا الغالية