جريدة إلكترونية تهتم بالأخبار الدبلوماسية

المغرب وإسبانيا يمنعان دخول 50 شخصا سباحة من الناظور إلى مليلية

Le point diplomatique

منعت السلطات الإسبانية والمغربية يوم الأحد المنصرم محاولة 50 شخصًا من السباحة من ساحل إقليم الناظور إلى مدينة مليلية المحتلة. وفقًا لما صرح به متحدث باسم الوفد الحكومي لوكالة “أوروبا برس”، فإن الحادثة وقعت حوالي الساعة 8:10 مساءً في الأول من سبتمبر، عندما حاولت مجموعة من الأفراد السباحة عبر منطقة الرصيف الجنوبي، وهي منطقة تقع على بعد أقل من 300 متر من بلدة بني أنصار في الناظور.

 

وأوضح المصدر أن هذه المحاولة تم إحباطها بفضل العمل السريع والتنسيق المشترك بين القوات المغربية والحرس المدني الإسباني، مما حال دون نجاح هؤلاء الأشخاص في الدخول إلى مدينة مليلية.

 

يأتي هذا الحادث في سياق زيادة ملحوظة في محاولات الهجرة غير النظامية عبر البحر نحو مدينة مليلية، التي تعتبر نقطة عبور رئيسية للمهاجرين الذين يسعون للوصول إلى أوروبا. وقد اعترفت مندوبة الحكومة في مليلية، سابرينا موه، مؤخرًا بالضغط الكبير الذي تواجهه المدينة نتيجة هذه المحاولات المستمرة. وأشارت إلى أن أكثر من 300 شخص حاولوا الوصول إلى مليلية عن طريق البحر خلال أسبوع واحد فقط.

 

ورغم هذا الضغط المستمر، أكدت المندوبة الحكومية أن الوضع قد شهد تحسنًا مقارنة بالعام الماضي. ففي أغسطس 2023، تم تسجيل 1023 محاولة دخول عن طريق البحر، بينما انخفض العدد في نفس الشهر من هذا العام إلى 736 محاولة. هذا الانخفاض يُعزى جزئيًا إلى التدابير الأمنية المشددة والتعاون الوثيق بين السلطات المغربية والإسبانية.

 

تُظهر هذه الأحداث مدى تعقيد مشكلة الهجرة في المنطقة والتحديات التي تواجهها كل من المغرب وإسبانيا في التعامل مع تدفق المهاجرين. ورغم الانخفاض النسبي في أعداد المحاولات، إلا أن الضغوط تبقى كبيرة، وتتطلب جهودًا مستمرة من الجانبين لضبط الحدود ومنع عمليات العبور غير القانونية.

 

الحكومة الإسبانية تعمل باستمرار على تعزيز قدرات الحرس المدني في المنطقة، كما تحرص على تعزيز التعاون مع المغرب لضمان التصدي الفعال لمحاولات الهجرة غير النظامية. وفي الوقت نفسه، تواجه السلطات المغربية تحديات كبيرة في مراقبة السواحل واحتواء تدفق المهاجرين، الذين غالبًا ما يكونون على استعداد للمخاطرة بحياتهم في محاولات يائسة للوصول إلى الأراضي الأوروبية.

 

الحادثة الأخيرة تؤكد أهمية التعاون الثنائي بين المغرب وإسبانيا في إدارة قضايا الهجرة، وتشير إلى استمرار الحاجة لمزيد من التدابير الوقائية والاستراتيجية لضمان أمن الحدود. كما تسلط الضوء على التحديات الإنسانية المرتبطة بالهجرة، حيث يبحث الكثيرون عن فرص حياة أفضل في وجه ظروف صعبة تدفعهم لمحاولة عبور الحدود بطرق غير مشروعة، في مغامرة قد تكون محفوفة بالمخاطر.