جريدة إلكترونية تهتم بالأخبار الدبلوماسية

ترامب: من الأحسن “التعايش”مع روسيا وكوريا الجنوبية

Le point diplomatique

الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الذي يخوض السباق الرئاسي مجددًا كمرشح عن الحزب الجمهوري، أدلى بتصريحات مثيرة للنقاش حول السياسة الخارجية خلال تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا يوم الجمعة. في كلمته أمام حشد من أنصاره، قال ترامب إنه “من الجيد والذكاء التعايش” مع دول مثل روسيا وكوريا الشمالية، مشيرًا إلى أهمية التواصل مع هذه الدول رغم التوترات السياسية التي تجمعها بالولايات المتحدة. 

 

ترامب استند في تصريحاته إلى لقاء سابق جمعه بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في عام 2019 بالمنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين. خلال هذا اللقاء، دخل ترامب لفترة وجيزة الأراضي الكورية الشمالية، وهو ما اعتبره خطوة جريئة لتعزيز العلاقات. وأوضح ترامب أنه كان على توافق مع كيم، مشيرًا إلى أن هذا التوافق يعكس براعة في التعامل مع قادة يعتبرون خصومًا للولايات المتحدة.

 

تصريحات ترامب أثارت ردود فعل متباينة، خاصة في أوساط الديمقراطيين. نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، التي تسعى للفوز بالانتخابات الرئاسية كمرشحة عن الحزب الديمقراطي، انتقدت بشدة موقف ترامب تجاه الدكتاتوريين. في 23 أغسطس، صرحت هاريس بأنها لن تتقارب مع “الطغاة والدكتاتوريين” مثل كيم جونغ أون، ملمحة إلى أن ترامب يتلقى دعمًا ضمنيًا من هؤلاء القادة بسبب توجهاته السياسية.

 

هذا التباين الواضح بين المرشحين حول كيفية التعامل مع الأنظمة المستبدة يعكس الانقسام العميق في الرؤى السياسية بالولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية. ترامب يعتبر أن التعايش مع خصوم الولايات المتحدة هو استراتيجية ذكية تعزز السلام والاستقرار، بينما ترى هاريس أن الاقتراب من القادة المستبدين يمثل تهديدًا للقيم الديمقراطية التي تدافع عنها الولايات المتحدة.

 

الانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل ستكون اختبارًا لهذه الرؤى المختلفة، حيث ستتجه الأنظار إلى كيفية تعامل الناخبين مع هذه القضايا المعقدة. تصريحات ترامب، رغم أنها قد تجذب مؤيديه، إلا أنها قد تشكل نقطة خلاف رئيسية في النقاش العام حول مستقبل السياسة الخارجية الأمريكية.