جسور ثقافية تُعزّز الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والولايات المتحدة
le point diplomatique
في خضمّ الإحتفال بخريجي برنامج “فولبرايت” من المغرب و الولايات المتحدة ، أبرزت المديرة التنفيذية للبرنامج، ريبيكا جيفنر، عمق العلاقات الثقافية بين البلدين الحليفين ، و شدّدت على التبادل الثقافي المثمر الذي يُثري الشراكة الاستراتيجية المتعددة الأوجه بينهما.
كما أشارت جيفنر إلى أنّ المغرب يُعدّ من أقرب و أقدم حلفاء الولايات المتحدة، و أنّ صداقتهما تعود إلى فجر تأسيس أمريكا ، و ذلك من خلال التعاون الوثيق الذي جمعهما في مختلف المجالات.
وبهذا، تُؤكّد جيفنر على أهمية التبادل الثقافي في تعزيز العلاقات بين البلدين، وتُسلّط الضوء على الدور الفاعل لبرنامج “فولبرايت” في هذا المجال.
و أشارت إلى أن برنامج فولبرايت يشكل، ومنذ أزيد من أربعة عقود، جسرا أساسيا بين المغرب والولايات المتحدة يساهم في تعزيز التفاهم والتبادل الثقافي، مسجلة أن البلدين يتقاسمان، وبفضل هذا البرنامج الذي يعد أحد ركائز الدبلوماسية العمومية الأمريكية، المعرفة، ويقومان بإرساء علاقات دائمة.
و أبرزت المسؤولة الأمريكية أن التزام الولايات المتحدة والمغرب بتحقيق السلام والرفاه والأمن في المنطقة – وفي جميع أنحاء العالم – أضحى أقوى من أي وقت مضى، مشيرة إلى أن “الروابط بين أفراد مجتمعينا تشكل جزءا أساسيا ضمن عمق وجودة علاقاتنا القوية”.
وأوضحت أن تأثير هذا التبادل يتجاوز التعاون البحثي والوسط الأكاديمي، مساهما في “نسج روابط غنية بين طلابنا المغاربة المستفيدين من برنامج فولبرايت ومجتمعهم في الولايات المتحدة، وكذلك بين طلابنا الأمريكيين في برنامج فولبرايت ومجتمعهم في المغرب”.
و أضافت أن خريجي برنامج فولبرايت يعدون بمثابة سفراء ثقافيين، إذ يساهمون في تبديد الصور النمطية حول ثقافات ومناطق معينة، ويمنحون نظراءهم الأمريكيين فكرة حقيقية عن الثقافة والتقاليد المغربية، والعكس صحيح.
و لاحظت السيدة جيفنر، من جانب آخر، أن برامج اللجنة المغربية الأمريكية للتبادل التربوي والثقافي تدعم أيضا، ومن خلال “فولبرايت”، الإصلاحات التربوية التي تضعها الحكومة المغربية، مسجلة أن برنامج فولبرايت يتيح فضاء لتبادل الممارسات الفضلى والتقنيات البيداغوجية الحديثة وشبكة دولية موسعة.
و لدى حديثها عن أثر هذا البرنامج على الفرص الاقتصادية في البلدين، صرحت المتحدثة أن حكومتي البلدين ما فتئتا، ومنذ أزيد من 40 عاما، تجنيان ثمار هذا الاستثمار، موضحة أن خريجي برنامج فولبرايت المغاربة يغادرون الولايات المتحدة بشهادات في الماجستير، ومنشورات بحثية، وممارسات بيداغوجية موسعة، وخبرة مهنية في شركات متعددة الجنسيات.
و قالت “إنهم (خريجو البرنامج) يتموقعون بشكل جيد للتأثير إيجابا على مسار التنمية في المغرب”.
من جانب آخر، تتابع السيدة جيفنر، تساهم هذه البرامج أيضا في تكوين القادة الأمريكيين، إذ أصبح عدد من الأمريكيين المستفيدين من برنامج فولبرايت دبلوماسيين، ومسؤولين حكوميين، وأكاديميين رائدين في مجالاتهم، ومستشارين، ورجال أعمال.
جرى حفل تتويج خريجي برنامج منح “فولبرايت” المغاربة والأمريكيين لسنة 2024 بحضور سفير جلالة الملك لدى الولايات المتحدة، يوسف العمراني، ومسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية، واللجنة المغربية الأمريكية للتبادل التربوي والثقافي.