تشهد السودان كارثة بيئية جديدة، حيث التهمت النيران مصفاة الجيلي، أكبر مصفاة للنفط في البلاد. هذا الحريق الهائل، الذي كشف عنه تحليل لبيانات الأقمار الصناعية، يمثل أحدث ضحايا الصراع الدائر بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني.
تقع مصفاة الجيلي، التي تتمتع بطاقة إنتاجية تصل إلى 100 ألف برميل نفط يومياً، على بعد نحو 60 كيلومتراً شمال العاصمة الخرطوم. على الرغم من تعرضها لهجمات سابقة منذ سيطرة قوات الدعم السريع عليها في أبريل 2023، إلا أنها ظلت تعمل بشكل جزئي.
ومع ذلك، فإن الهجوم الأخير الذي وقع يوم الخميس الماضي أسفر عن اندلاع حرائق واسعة النطاق في أنحاء المجمع النفطي. وتشير التقارير إلى أن الدخان الأسود الكثيف الناتج عن الحريق قد غطى سماء الخرطوم، مما يشكل تهديداً خطيراً على صحة السكان.
هذا الحادث يأتي في ظل تصاعد حدة الصراع في السودان، حيث يتبادل الطرفان الاتهامات بشن هجمات على البنية التحتية الحيوية. وتؤكد هذه الأحداث مرة أخرى على التبعات الكارثية للحروب على المدنيين والاقتصاد والبنية التحتية.
:
حريق مصفاة الجيلي هو نكسة كبيرة للاقتصاد السوداني، الذي يعاني بالفعل من أزمة اقتصادية خانقة. كما أنه يمثل تهديداً بيئياً خطيراً، حيث قد تتسرب المواد النفطية إلى التربة والمياه الجوفية، مما يتسبب في تلوث بيئي واسع النطاق.
إن إخماد الحرائق وإصلاح الأضرار التي لحقت بالمصفاة سيتطلب موارد مالية كبيرة، في وقت تعاني فيه السودان من نقص حاد في الموارد. كما أن استئناف الإنتاج في المصفاة سيتطلب فترة طويلة، مما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار الوقود وتفاقم الأزمة الاقتصادية.
الخلاصة: حريق مصفاة الجيلي هو مؤشر واضح على أن الصراع في السودان لا يهدد أمن واستقرار البلاد فحسب، بل يهدد أيضاً مستقبل أجيال قادمة.