Le point diplomatique
تستعد الرباط لإستقبال رئيس الوزراء الهندي “ناريندرا مودي “في زيارة رسمية للمغرب مطلع شهر يوليوز المقبل في جولة دبلوماسية تشمل خمس دول في إفريقيا وأمريكا الاتينية والشرق الأوسط ،وتهدف هذه الزيارة التاريخية إلى تعزيز دور الهند الريادي في شمال إفريقيا نظرا لديناميتها الإقتصادية الواعدة و موقعها الجغرافي المتميز.
وتمثل هذه الزيارة التاريخية أول محطة له في جولته الخارجية ،بعد إعادة إنتخابه لولاية جديدة حيث سيلتقي بالملك محمد السادس، وتحظى هذه الزيارة أهمية خاصة في ظل العلاقات الإقتصادية والشراكات الإستراتيجية المتنامية بين البلدين، والتي بدأت منذ الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس نصره الله، الى الهند في أكتوبر سنة 2015 ،والتي نتجت عنها استراتيجية مشتركة متعددة الأبعاد بين البلدين ،وتشمل عدة إتفاقيات ومبادرات مشتركة ،حيث تم توقيع 40 إتفاقية تهم مجالات متعددة منها الإقتصادي ،والسياسي، والصحة ،والأمن الغدائي ،والطاقة الخضراء ،والصناعة الإلكترونية ،ومشاريع في المجال الثقافي والأكاديمي .
ومن أبرز الإتفاقيات التي تهم المجال الإقتصادي نذكر اتفاقية شركة “Tata Advance Systemes” وهي شركة ذات مسؤولية المحدودة والتي تم توقيعها بين المملكة والشركة الهندية سنة2023، تهدف إلى صناعة وتطوير مركبات هندية لتوريدها للجيش المغربي ،وباقي الدول الإفريقية .
وتندرج هذه الزيارة الرسمية للمغرب في إطار رغبة الهند لتعزيز حضورها الأمني خاصة مايتعلق بمكافحة الإرهاب،والأمن السيبراني ، وتعزير الأمن والإستقرار والتعاون في مجلالات مهمة ،تهم الطاقة والزارعة الذكية وسلاسل التوريد الإفريقية،
وتعرف العلاقات المغربية الهندية تنسيقا وثيقا في المنظمات الإقليمية والأسيوية وداخل مجلس الأمم المتحدة ،كما تعرف العلاقة بين البلدين توحيدالتوجه المغربي في سياسةالمغربية ، للتعاون الإفريقي وتعزيز الشراكات في إطار جنوب جنوب .
وتأتي هذه الزيارة بعد أيام من التعزية التي بعثهاصاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى رئيسة الهند “دروبادي مورمو،” إثر حادث تحطم طائرة ركاب في مدينة أحمد آباد في 12 يونيو، والذي أسفر عن مصرع 270 شخصًا على الأقل، إذ أعرب الملك في رسالته عن “بالغ التأثر” وقدم “أحر التعازي والمواساة لأسر الضحايا وللشعب الهندي الصديق”، في رسالة عكست عمق العلاقات الإنسانية التي تؤطر الشراكة بين البلدين.