روسيا أطلقت حوالى 200 صاروخ ومسيّرة باتّجاه أوكرانيااليوم الاثنين، ما أسفر عن مصرع أربعة أشخاص وضرب شبكة الطاقة الضعيفة في البلاد، حيث انقطع التيار عن عدة مناطق، بحسب ما أفاد مسؤولون. يعد الهجوم الأكبر منذ أسابيع ويأتي في وقت تمضي فيه أوكرانيا قدمًا بهجوم بدأ قبل نحو ثلاثة أسابيع في منطقة كورسك الروسية، حيث أعلنت الأحد أنها تتقدّم.
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تسجيل مصوّر على تلغرام إن هناك أضرارًا كثيرة في قطاع الطاقة، وأشار إلى أن عمليات الإصلاح جارية. أعلنت شركة الكهرباء الوطنية “أوكرينرغو” عن انقطاعات طارئة في التيار لإعادة الاستقرار إلى النظام بعد الهجوم، مما أدى إلى تعطّل جدول مواعيد القطارات.
في العاصمة كييف، سُمع دوي انفجارات يُعتقد أنها ناجمة عن أنظمة الدفاع الجوي، مما دفع السكان للجوء إلى محطات المترو للحماية، حسبما أفاد مراسلو فرانس برس. المحامية يوليا فولوشينا، التي احتمت في مترو كييف، قالت إنها تشعر بالقلق على الدوام وتعاني من الضغط النفسي منذ حوالى ثلاث سنوات. أضافت بأن الوضع كان مخيفًا ولا أحد يعلم ما الذي يمكن توقعه.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها استهدفت البنى التحتية المستخدمة لدعم قطاع الدفاع الأوكراني. منذ غزت روسيا جارتها في فبراير 2022، شنت هجمات واسعة النطاق ومتكررة ضد أوكرانيا، بما في ذلك ضد منشآت الطاقة.
الهجمات الاثنين أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة أكثر من عشرين بجروح في أنحاء البلاد، بحسب مسؤولين. في منطقة دنيبروبيتروفسك، أسفر القصف الروسي عن مقتل رجل يبلغ من العمر 69 عامًا، بينما أدت هجمات صاروخية في منطقة زابوريجيا الجنوبية إلى مقتل شخص آخر. في منطقة جيتومير، قتل شخص وأصيب عدد آخر بجروح، بينما في مدينة لوتسك، أضر القصف الروسي بمبنى سكني ومنشأة للبنى التحتية، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة خمسة بجروح، حسبما أفاد رئيس البلدية إيغور بوليشوك.
روسيا هاجمت كذلك البنى التحتية لشبكة السكك الحديد في منطقة سومي الشمالية، مما أسفر عن إصابة رجل بجروح وتضرر أبنية، وفق ما أفادت شركة سكك الحديد الأوكرانية الوطنية. أوضحت الشركة أن بعض محطات السكك الحديد التي انقطعت عنها الطاقة نتيجة الانقطاعات في شبكات المدينة، انتقلت لاستخدام المولّدات الداعمة.
أفاد زيلينسكي بأن روسيا استهدفت أوكرانيا بأكثر من مئة صاروخ وحوالى مئة مسيّرة هجومية مصممة في إيران، ودعا القوات الجوية الأوروبية للمساعدة في إسقاطها. قال على وسائل التواصل الاجتماعي إن أوكرانيا يمكنها القيام بأكثر بكثير من أجل حماية الأرواح إذا عمل جيرانها الأوروبيون مع مقاتلاتها من طراز إف-16 وأنظمة دفاعها الجوية. رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية، أندري يرماك، أكد أن الهجوم أظهر بأن كييف بحاجة للحصول على إذن لضرب عمق الأراضي الروسية بالأسلحة الغربية.
في الأثناء، أعلنت السلطات في منطقة خاركيف عن مقتل أحد السكان بصاروخ روسي صباح الاثنين، دون أن يتضح ما إذا كان الحادث جزءًا من الهجوم بالصواريخ والمسيّرات. الضربات الجوية جاءت بعدما قتل مستشار مسؤول عن السلامة يعمل لصالح وكالة رويترز في ضربة صاروخية على فندق في شرق أوكرانيا مساء السبت. الكرملين أشار إلى أن ملابسات الحادثة لم تتضح بعد، إذ قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن الضربات تستهدف البنى التحتية العسكرية أو الأهداف المرتبطة بها.
زيلينسكي أكد في إعلان منفصل الأحد بأن قواته تتقدّم في منطقة كورسك الروسية، بعد أكثر من أسبوعين على بدء عمليتها المباغتة.