أفادت وزارة الخارجية الإيرانية، السفير الروسي لديها، أليكسي ديدوف، بانزعاج طهران من تصريحات مسؤولين روس بشأن إنشاء ممر زنغزور في منطقة القوقاز. وجاء هذا الإبلاغ بعد أن دعا نائب وزير الخارجية الإيراني، مجتبي دميرجي، السفير ديدوف إلى الوزارة، حيث التقى به لمناقشة القضية.
في بيان صادر عن وزارة الخارجية الإيرانية، أوضح دميرجي أن طهران تعارض التغييرات الجيوسياسية في منطقة القوقاز. وأكد المسؤول الإيراني خلال اللقاء على أهمية أخذ المصالح والمخاوف المشروعة لجميع الدول في الاعتبار، مشددًا على معارضة طهران لتغيير الحدود المعترف بها دولياً في المنطقة.
الاتفاق الذي أنهى فعليًا حربًا استمرت 44 يومًا بين أذربيجان وأرمينيا في إقليم قرة باغ، نص على فتح ممر نقل بري بين أذربيجان وإقليم نخجوان ذاتي الحكم، وهو ما وافقت عليه أرمينيا. ومع ذلك، لم تقم أرمينيا حتى الآن بتنفيذ هذا الاتفاق، مستشهدة بحجج متنوعة تتعلق بخوفها من تأثير خط النقل على سيادتها وحدودها مع إيران.
طهران، من جهتها، دعمت أرمينيا في موقفها، معتبرة أن إنشاء الممر سيشكل مخاطر جيوسياسية على إيران في المجالات الاقتصادية والأمنية. وترى إيران أن هذا التغيير قد يؤثر سلبًا على استقرار المنطقة وقدرتها على حماية مصالحها الاستراتيجية.
في سياق متصل، صرح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال الزيارة الأخيرة التي أجراها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أذربيجان في 19 أغسطس/آب الماضي، بأن بلاده تدعم إنشاء ممر زنغزور. هذا التصريح الروسي أثار قلق طهران وأدى إلى زيادة التوترات بين الدول المعنية، خاصة في ظل المخاوف الإيرانية من التأثيرات المحتملة للممر على استقرارها الإقليمي وأمنها.
من الواضح أن قضية ممر زنغزور أصبحت نقطة خلاف رئيسية بين طهران وموسكو، حيث تسعى إيران إلى حماية مصالحها الجيوسياسية وتعزيز موقفها في هذا النزاع الإقليمي الحساس.