فرنسا و المغرب … هل حان موعد طي صفحة الخلاف بينهما أم أنه سيستمر ؟
le point diplomatique
تشير عدة تصريحات من مسؤولين فرنسيين ، مثل السفير كريستوف لوكورتييه و وزير الخارجية ستيفان سيجورني، إلى رغبة قصر الإليزيه في طي صفحة الخلاف مع المملكة المغربية و فتح فصل جديد من العلاقات الثنائية.
و يتجلى ذلك في تأكيدهم على ضرورة توضيح موقف فرنسا من قضية الصحراء المغربية، مع الاعتراف بأهمية المملكة كشريك استراتيجي.
و يُعزز هذا التوجه رغبة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارة المغرب ، مع وجود تحضيرات مسبقة لزيارة مرتقبة خلال أبريل أو مايو ، بحيث أنه طلب شخصيا من وزير الشؤون الخارجية الفرنسية ، سيجورني، المساهمة في تعزيز العلاقات الفرنسية المغربية ، مع كتابة فصل جديد في تاريخ العلاقات ، و قد أشار إلى أنه سيعمل على تحقيق ذلك في الأيام السابقة ، لتحقيق التقارب بين المملكة المغربية و الجمهورية الفرنسية .
فهل هذه مؤشرات حول بوادر حصول انفراج في العلاقات المغربية الفرنسية ؟ و هل يتحقق الاعتراف الكامل للجمهورية الفرنسية بمغربية الصحراء ؟.
جوابا عن هذه الأسئلة، أكد خبير العلاقات الدولية، محمد شقير، أن تصريحات السفير الفرنسي تأتي استكمالا لتصريحات سابقة، التي عبر من خلالها إلى وجوب تجاوز الخلافات الحاصلة بين البلدين بما فيها إشكال الصحراء المغربية.
و اعتبر المتحدث أن التصريح يعد من بين المؤشرات الهادفة إلى خلق أرضية صلبة من أجل تحقيق زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمغرب، خاصة مع وجود أخبار تؤكد وجود تحضيرات مسبقة استعدادا لزيارة مرتقبة للرئيس الفرنسي خلال شهر أبريل و ماي.
و حسب الخبير، فإن تعيين السفير الفرنسي كان من أهدافه خلق مناخ ملائم من أجل التحضير لزيارة والتفاوض لحل الخلافات التي طالت أكثر من اللازم، حسب قوله، خاصة وأن الجمهوية الفرنسية تعتبر أن الوقت الحالي ليس في صالحها وعليها السعي من أجل إعادة تموضعها داخل المملكة، خصوصا مع وجود منافسين قوية داخل السوق المغربية وعلى رأسهم المملكة الإسبانية.
و أوضح شقير ضمن تصريحه لأحد المنابر الاعلامية ، أن الموقف الإسباني كان له دور كبير في دفع فرنسا للتفكير والإسراع في اتخاذ خطوة مماثلة، تعمل على تطوير العلاقات، عن سواء عن طريق القيام بمجموعة من الزيارات لمسؤولين فرنسيين أو عن طريق القيام بمجموعة من التصريحات الداعمة لتقوية العلاقات بين كل الأطراف.
و في حديثه عن موقف فرنسا من قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية، شدد محمد شقير، على أن فرنسا عبرت عن موقفها القضية من خلال تصريح المندوب الفرنسي الدائم بمجلس الأمن، كما أنها مستعدة لإعادة التأكيد على موقفها مرة أخرى.
و استدرك بالقول: “إلا أن الاعتراف بمغربية الصحراء على غرار ما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية، يعتبر أمرا مستبعدا، لكن الجهات الفرنسية بإمكانها اتخاذ نفس الموقف الإسباني، مضيفا أن القيام بهذه الخطوة سيؤدي إلى تعرض فرنسا للعديد من الانتقادات مع قبل النظام الجزائري”.
و حسب المتحدث نفسه، فإن الاعتراف بمبادرة الحكم الذاتي بشكل صريح، على أساس أنها الحل الوحيد والدائم لحل نزاع الصحراء المغربية، يعتبر من الشروط الأساسية للخروج من المنطقة الرمادية من أجل استئناف العلاقات بين الطرفين .
و أضاف خبير العلاقات الدولية محمد شقير، في ختام حديثه، أن الاعتراف المباشر بمغربية الصحراء من قبل الجمهورية الفرنسية، يضرب توازن العلاقات الذي تحاول فرنسا خلقة في علاقتها بين كل من المغرب و الجارة الجزائر.
و تجدر الإشارة الى أن الاعتراف بمبادرة الحكم الذاتي شرط أساسي لاستئناف العلاقات، بينما يبقى الاعتراف المباشر بمغربية الصحراء رهناً بتوازن العلاقات الفرنسية مع كل من المغرب و الجزائر