متى تعترف بريطانيا بسيادة المغرب على صحرائه ؟
le point diplomatique
أصبح قرار اعتراف بريطانيا بسيادة المغرب على الصحراء المغربية؛ أمرا وشيكا، خاصة بعد أن طالب برلمانيون بريطانيون حكومة بلادهم بالتوجه نحو هذا القرار في أقرب الآجال، وذلك من أجل تعزيز العلاقات السياسية والتجارية بين البلدين، على اعتبار أن المملكة المغربة تجمعها علاقات تاريخية عريقة مع إنجلترا.
أكد إدريس قصوري؛ أنه علاقة بمطالب النخبة البرلمانية البريطانية لحكومتهم بتسريع الاعتراف بمغربية الصحراء، أن “هذه الشخصيات كانت دائما تتدخل بين العرش بالمغرب والملوك البريطانيين، ويقومون بتجسير العلاقة ويدفعون بها نحو الاتجاه الإيجابي، وهي التي تُتَوّجُ باتفاقات ومعاهدات، وما نراه اليوم هو بمثابة إحياء للذاكرة الإنجليزية فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين، وكذلك بخصوص حل مشاكل الصحراء المغربية”.
وشدد المحلل السياسي ورئيس المركز المغربي للدراسات والأبحاث المرجعية، أن “البريطانيين عندما يُنادون بالاعتراف البريطاني فهم يعلمون حقيقة التاريخ والواقع، والحقوق المغربية في الصحراء المغربية، وبالتالي لا يمكن أن يتخلفوا في مثل هذه الظروف”.
وأضاف ذات المتحدث أنه “كان من المنتظر أن تعترف بريطانيا بمغربية الصحراء، منذ سنوات، وعلى الأقل منذ سنتين؛ وذلك بعد الاعتراف الأمريكي بسيادة المملكة المغربية على الصحراء، نظرا لخط سير العلاقة الثنائية والسياسة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا”.
وأضاف المحلل السياسي أن هذا الاعتراف “تأخر؛ خاصة بعد الدعم الذي قدمه المغرب لبريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، وتوطيد العلاقة بخط كهرباء عبر مضيق جبل طارق، وذلك من أجل حل المُشكل البريطاني فيما يتعلق بالكهرباء”.
استحضر القصوري عُمق العلاقات التاريخية بين المملكتين، مُعتبرا أن الذاكرة التاريخية والتجارية والسياسية والدبلوماسية تُحتم أن يكون الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء؛ قد تم منذ سنتين على الأقل.
وأشار المحلل السياسي إلى أن العلاقات المغربية البريطانية لها جذور تمتد إلى غاية القرن 12 مع بعثة الملك جون لمحمد الناصر الموحدي سنة 1213، حيث تطورت هذه العلاقة بمجموعة من السفراء، حيث كان الملك جون يأمل في دعم الموحدين في صراع بلاده مع الأعداء الأوروبيين، بالإضافة إلى توقيع معاهدة السلام والتجارة، مشيرا إلى أن “المغرب قدم لبريطانيا خدمات كثيرة حيث أنقذها من المطامع الأوروبية الراغبة في استعمارها آنذاك”.
وقال المحلل السياسي، إنه “لا مبرر اليوم لتأخر الاعتراف البريطاني بمغربية الصحراء”، مشددا على أن بريطانيا ليس هناك ما يُبرر انخراطها في سياسية الانغلاق وعدم القيام بالمبادرة، على غرار فرنسا، وليس هناك ما يمنعها للتأخر في ذلك؛ في ظل العلاقات المتميزة مع المغرب”.
وفي ذات السياق؛ أكد قصوري أن الاعتراف البريطاني مهم جدا، ومن شأنه أن يحفز الدول الأخرى، وأن لا يترك لها أي عُذر “لهذا نحن في حاجة للاعتراف البريطاني في هذه اللحظة، والأمر مجرد مسألة وقت ولن يطول أمده، على اعتبار أن هذا الاعتراف له قيمته ووزنه”.