في حادثة مروعة شهدتها العاصمة كينشاسا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، كشفت الحكومة اليوم الثلاثاء عن مصرع 129 شخصًا أثناء محاولتهم الهروب من سجن ماكالا. وفقًا لبيان أصدره وزير الداخلية، جاكمان شباني، حاولت مجموعة من السجناء الفرار من السجن، مما أدى إلى وقوع هذه الكارثة.
وأفاد البيان أن 24 من السجناء لقوا حتفهم نتيجة إطلاق نار تحذيري من قبل حراس السجن في محاولة للسيطرة على الوضع، بينما تُوفي الآخرون جراء التدافع الذي حدث بين النزلاء أثناء محاولتهم الفرار. ولم يُحدد البيان كيفية تنفيذ عمليات إطلاق النار أو الظروف التي أدت إلى التدافع القاتل، مما أثار العديد من التساؤلات حول الإجراءات الأمنية داخل السجون في البلاد.
سجن ماكالا في كينشاسا يُعاني من اكتظاظ شديد، حيث يضم أكثر من 12 ألف نزيل، رغم أن طاقته الاستيعابية لا تتجاوز 1500 سجين، بحسب منظمة العفو الدولية. يعكس هذا الحادث التحديات الكبيرة التي تواجهها النظام القضائي والسجني في الكونغو الديمقراطية، وسط انتقادات دولية متزايدة بشأن ظروف السجون وحقوق الإنسان في البلاد.
يشكل هذا الحادث جزءًا من سلسلة حوادث العنف التي شهدتها السجون في البلاد خلال السنوات الأخيرة، مما يسلط الضوء على الحاجة الملحة لإصلاحات شاملة في هذا القطاع الحساس. تساؤلات كثيرة تُطرح حول الإجراءات المتخذة لتجنب تكرار مثل هذه الكوارث، في وقت تستمر فيه منظمات حقوق الإنسان بمطالبة الحكومة باتخاذ خطوات جادة لمعالجة المشاكل الهيكلية التي تعاني منها السجون في الكونغو الديمقراطية.
في ظل هذه الظروف، تبقى التحديات الأمنية والإنسانية في سجون البلاد مسألةً بحاجة إلى اهتمام عاجل، لاسيما مع تزايد الضغوط الداخلية والدولية على الحكومة الكونغولية لتحسين أوضاع السجون وتوفير بيئة آمنة للنزلاء تحترم حقوقهم الإنسانية الأساسية.