جريدة إلكترونية تهتم بالأخبار الدبلوماسية

مندوب الإمارات :لا حل عسكريا لأزمة السودان

le point deplomatique

أكد مندوب دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة في جنيف، السفير جمال المشرخ، خلال جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان حول الأوضاع في مدينة الفاشر السودانية، أن الفظائع التي ترتكب في السودان تؤكد أنه “لا حل عسكرياً” لهذه الحرب، داعياً إلى وقف الانتهاكات الفادحة للقانون الإنساني الدولي وتمكين وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل .

عقدت الجلسة الطارئة بناءً على طلب مجموعة عابرة للمناطق، وسط تقارير مروعة عن إعدامات جماعية وانتشار المجاعة واستهداف المدنيين في دارفور، خاصة بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر في 26 أكتوبر الماضي .

موقف الإمارات: محاسبة دون استثناء ووقف لإطلاق النار
في كلمته خلال الجلسة، قدم السفير جمال المشرخ الموقف الإماراتي بشكل واضح، مركزاً على عدة نقاط أساسية:

رفض الحل العسكري: شدد المشرخ على أن المشاهد المروعة على الأرض تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الحرب لا يمكن أن تنتهي بحل عسكري، وهو الموقف الذي تبنته المجموعة الرباعية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية .

دعوة للمحاسبة: طالب مندوب الإمارات المجتمع الدولي بضمان محاسبة جميع المسؤولين عن ارتكاب الفظائع دون أي استثناء .

وقف الاعتداءات والإغاثة: دعا طرفي النزاع، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، إلى وقف الاعتداءات على المستشفيات والممتلكات المدنية فوراً، ووقف أي عرقلة لوصول المساعدات الإنسانية التي تشكل شريان الحياة للمدنيين المحاصرين .

دعم الجهود الإنسانية: ذكر المشرخ أن الإمارات “تعهدت مؤخراً بتقديم 100 مليون دولار إضافية لدعم العمليات الإنسانية العاجلة في الفاشر”، مؤكداً استعداد البلاد لبذل المزيد من الجهود .

خلفية الأزمة: مجزرة الفاشر والتداعيات الإقليمية
جاءت الجلسة الاستثنائية لمجلس حقوق الإنسان بعد أسابيع من سقوط الفاشر، المدينة التي كانت آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور، في أيدي قوات الدعم السريع . وقد وثق نشطاء ووسائل إعلام عالمية، بينها “بي بي سي”، مشاهد صادمة لما يمكن وصفه بمجزرة راح ضحيتها أكثر من ألفي مدني .

شهادات مرئية: تناقلت وسائل الإعلام مقاطع فيديو تظهر مقاتلين من قوات الدعم السريع وهم يعدمون مدنيين عُزّل، ويحتشدون فوق الجثث، ويعلنون أن “مهمتنا هي القتل فقط” .

تحذيرات أممية: قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إن جرائم حرب “خطيرة” لا تزال ترتكب في الفاشر، محذراً من أن هذه الانتهاكات كانت “يمكن توقعها وتجنبها”، ومطالباً الدول المؤثرة بضمان حماية المدنيين .

اتهامات للإمارات وردها: في إطار النقاش الدولي المحتدم حول الأزمة، وجه مبعوث السودان في جنيف اتهامات لدولة الإمارات بتقديم دعم عسكري لقوات الدعم السريع، وهو ما نفته أبوظبي بشدة . وأكد السفير المشرخ أن بلاده لا تقدم دعماً “بأي شكل من الأشكال” لأي من طرفي النزاع .

مستقبل الأزمة: طريق سياسي ومخاوف إقليمية
مع استمرار تدهور الوضع الإنساني، حيث يعاني أكثر من 21 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد , تبرز الحاجة إلى حل سياسي أكثر من أي وقت مضى. تؤكد الإمارات من خلال موقفها في جنيف على دعمها لـ خارطة الطريق التي وفرتها المجموعة الرباعية، والتي ترتكز على هدنة إنسانية فوريةووقف دائم لإطلاق النار.

 

يأتي هذا التحرك الدولي في وقت حذرت فيه الأمم المتحدة من أن العنف يتصاعد بالفعل في منطقة كردفان وسط السودان، مما يهدد بتكرار سيناريو الفاشر المأساوي في مناطق أخرى .