كشف البينتاغون،اليوم الخميس، أن الجيش الأمريكي سيشارك في تأمين الحماية للمرشحين الأساسيين للانتخابات الرئاسية المقبلة، استجابة لطلب جهاز الخدمة السرية المسؤول عن حماية الشخصيات السياسية البارزة. يأتي هذا القرار في ظل تزايد المخاوف الأمنية عقب محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها المرشح الجمهوري دونالد ترامب في 13 يوليوز بولاية بنسلفانيا، والتي كشفت عن ثغرات في قدرات جهاز الخدمة السرية على توفير الحماية اللازمة للرئيس السابق.
كانت محاولة الاغتيال تلك بمثابة صدمة كبيرة للأوساط السياسية والأمنية في الولايات المتحدة، خاصة مع فشل جهاز الخدمة السرية في تأدية مهمته الرئيسية في حماية الرئيس السابق والمرشح الحالي. على إثر ذلك، قدمت رئيسة جهاز الخدمة السرية استقالتها بعد عشرة أيام من الحادثة، وهو ما يعكس حجم التداعيات التي أحدثتها المحاولة الفاشلة على مستوى القيادة الأمنية في البلاد.
وقد أثارت محاولة الاغتيال العديد من التساؤلات حول مدى فعالية التدابير الأمنية الحالية المتبعة لحماية الشخصيات السياسية البارزة، وخاصة المرشحين للرئاسة. وأدى ذلك إلى تزايد الضغوط على البنتاغون لتحمل دور أكبر في توفير الحماية الأمنية، حيث يُنظر إلى مشاركة الجيش في تأمين الحماية كخطوة ضرورية لضمان سلامة المرشحين في الفترة المتبقية من الحملة الانتخابية.
من ناحية أخرى، يرى بعض المحللين أن قرار إشراك الجيش في الحماية قد يثير جدلاً بشأن التداخل بين المهام العسكرية والمهام الأمنية المدنية، خاصة في سياق انتخابات رئاسية تتسم بحساسية كبيرة. ومع ذلك، تؤكد الجهات الأمنية أن هذا الإجراء يأتي في إطار ضمان أعلى مستويات الأمان للمرشحين وتفادي تكرار أي محاولات لزعزعة الاستقرار.
إن هذه الخطوة تأتي في وقت حساس للغاية، حيث تزداد حدة التوترات السياسية والاجتماعية في الولايات المتحدة مع اقتراب موعد الانتخابات. ويؤكد هذا القرار على التزام الحكومة الأمريكية باتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان أمن العملية الانتخابية وسلامة المشاركين فيها.
في النهاية، يعكس هذا القرار قلقاً حقيقياً من إمكانية وقوع هجمات مماثلة مستقبلاً، كما يبرز الحاجة إلى تعزيز التعاون بين مختلف الأجهزة الأمنية في البلاد لمواجهة التهديدات المحتملة. من المتوقع أن يسهم هذا التعاون بين الجيش وجهاز الخدمة السرية في تعزيز الأمن العام وضمان مرور الانتخابات بسلام دون حوادث مؤسفة أخرى.