جريدة إلكترونية تهتم بالأخبار الدبلوماسية

“الصراع بين القيم التقليدية وحقوق المرأة”

بقلم الأستاذ محمد عيدني

في واقعنا المعاصر، نجد أن تطبيق العادات والتقاليد في بعض الأسر المغربية لا يزال يركز على تفضيل الذكور على الإناث.

هذه القناعة ليست مجرد تقليد اجتماعي، بل تتداخل معها عوامل ثقافية وتاريخية عميقة، وتنعكس آثارها سلبًا على حياة المرأة والأسرة بشكل عام.

 

 

من المثير للقلق أن بعض العائلات تضغط على الأزواج للزواج بزوجات ثانٍ في حال عدم إنجاب الأبناء الذكور.

يعد هذا الضغط في حد ذاته انتهاكًا لحقوق المرأة، مما يُشعرها بأنها ليست كافية أو غير قادرة على تحقيق توقعات المجتمع

 

 

وفي كثير من الأحيان، يُنظر إلى إنجاب البنات على أنه نوع من العار، مما يؤدي إلى شعور النساء بالذنب وعدم القيمة.

الأبعاد النفسية والاجتماعية

 

إن الضغط المستمر لإنجاب الذكور يؤثر سلباً على الصحة النفسية للنساء. قد تواجه النساء اللاتي يلدن بنات فقط ضغوطاً نفسية كبيرة، بما في ذلك الاكتئاب والقلق.

 

يترتب على ذلك آثار اجتماعية على الأسرة بأكملها، حيث يمكن أن يؤدي عدم التوازن في قيم الأسرة تجاه الأبناء إلى مشاكل في العلاقات الزوجية.

 

الحاجة إلى التوعية والتعليم

 

لحل هذه القضية، يجب أن يكون هناك وعي جماهيري وتثقيف حول حقوق المرأة وقيمتها. إن التعليم هو المفتاح لتغيير هذه النظريات المتجذرة.

 

يجب على المجتمع التركيز على تعزيز الفهم بأن الفتيات لهن نفس القيمة مثل الفتيان وأن دورهن يكمن في الإسهام في المجتمع بطرق متعددة.

 

يجب أن تلعب المؤسسات الحكومية وغير الحكومية دورًا فاعلاً في تغيير القوانين والسياسات التي تدعم حقوق المرأة.

التعاون مع المجتمعات المحلية لرفع مستوى الوعي حول تساوي الحقوق بين الجنسين ضروري. من خلال الندوات، ورش العمل، وحملات التوعية، يمكن تعزيز القيم الإيجابية.

 

في الختام، إن تغيير النظرة التقليدية نحو تفضيل الذكور يتطلب جهدًا جماعيًا من جميع أفراد المجتمع. من الضروري أن نتكاتف لصنع مجتمع يقدر كل من الفتيات والفتيان، ويقبلهم كشركاء متساوين في الحياة، مما يعود بالنفع على المجتمع ككل.