المغرب يعزز ترسانته العسكرية بعقد مدفعية جديدة مع Elbit Systems الإسرائيلية”
بقلم: محمد عيدني
في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية، أعلنت مجموعة Elbit Systems الإسرائيلية عن فوزها بعقد لتوريد 36 قطعة مدفعية ذاتية الحركة من طراز Atmos 2000 لصالح القوات المسلحة الملكية المغربية. تأتي هذه الصفقة في وقت كان يعتمد فيه المغرب على نظام المدفعية الفرنسي “سيزار”، مما يعكس تحولاً مهمًا في استراتيجية التسليح المغربية ويعزز آفاق التعاون الدفاعي بين الرباط وتل أبيب.
تاريخيًا، كانت قوات الأمن المغربية تعتمد على أنظمة مدفعية متقدمة من شركة KNDS الفرنسية، لكن مؤخرًا ظهرت عدة تحديات تتعلق بجودة وصلاحية تلك الأنظمة. فقد واجهت القوات المسلحة الملكية مشكلات متكررة مع المدافع الفرنسية، حيث أبلغت الشركة عن عدم تمكنها من معالجة الشكاوى بسرعة وفعالية. ونتيجة لذلك، باتت الحاجة إلى خيارات جديدة تلوح في الأفق، مما أفسح المجال أمام Elbit Systems لتقديم عرضها المتميز.
العقد الجديد لتوريد الـ 36 قطعة مدفعية Atmos 2000، والتي تعتمد على شاحنات Tatra التشيكية، يمثل قفزة نوعية في التسليح المغربي. هذا النظام المصمم بعناية يجمع بين الأداء العالي والقدرة على التحمل، مما يجعله خيارًا مثاليًا لتلبية احتياجات الجيش المغربي في مختلف الظروف.
مع اقتراب المغرب من تعزيز التواصل مع الشركاء الدوليين، بما في ذلك التطورات الملحوظة في العلاقة مع فرنسا، تظهر النتائج المتباينة في التجارب العسكرية. وفي الوقت الذي يسعى فيه الرباط إلى بدء صفحة جديدة في علاقاته العسكرية، تأتي هذه الصفقة لتؤكد على الحاجة إلى التنوع في مصادر التسليح وفتح أبواب التعاون مع الكيانات العالمية الأخرى.
إن اختيار Elbit Systems للتمويلات المغربية يعكس تحولًا في التفكير الاستراتيجي، حيث تزداد أهمية الاعتماد على معدات موثوقة وفعالة. بالنظر إلى السياق الإقليمي المتغير والمستجدات العالمية، فإن هذه الخطوة قد تكون بداية لعصر جديد من القدرات المتطورة للمغرب على الساحة العسكرية.
في ختام المطاف، من المؤكد أن تعزيز القدرات العسكرية للمغرب لن يقتصر على التحسينات التكنولوجية فحسب، بل سيكون له أيضًا تأثيرات استراتيجية على توازن القوى في المنطقة. وبالتالي، فإن عقد المدفعية مع Elbit Systems يمثل خطوة هامة في مسيرة تطوير الدفاعات المغربية، مما يتيح لها مواجهة التحديات المستقبليّة بكفاءة أكبر