اكد تقرير المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري أن جثة الحوت الذي لفظه أمواج البحر زوال يوم أمس، الأحد 09 فبراير 2025 على شاطئ “تمشظين” الحسيمة تعود لحوت كوفيه ذو المنقار (Ziphius cavirostris)
واكد نفس التقرير، الذي أشرف على إعداده الفريق العلمي لمحطة أخذ العينات بالحسيمة الناظور، أن سبب الوفاة لا يزال غير معروف، لكن الحالة العامة للجثة تشير إلى أنها كانت ضعيفة لبعض الوقت قبل حدوث الوفاة
واوضح تقرير الفريق العلمي للمعهد لوطني للبحث في الصيد البحري، الذي عاين حادث الجنوح، أن الجثة كانت في حالة متقدمة من التحلل، مع وجود أثار اللدغات والعديد من الطفيليات الخارجية، خاصة على مستوى الفك السفلي.
التقرير أضاف، في ملاحظاته حول الحادثة، أن جنوح هذا الحوت، الذي يزن 2.5 طن وييلغ طوله 5 أمتار، تم رصده في البداية من طرف فرقة الدرك الملكي للبيئة بالحسيمة، وهو نافق تتقاذفه الأمواج.
ذات التقرير أشار إلى أن هذا النوع من الجنوح يظل نادرًا نسبيًا على السواحل المغربية، حيث يُقدر معدل حدوثه بين حالة واحدة واثنتين سنويًا، خاصة وان هذا النوع من الحيتان تعيش بشكل رئيسي في المياه العميقة، ونادراً ما تتم رؤيتها على السطح، حيث تخرج فقط للتنفس
وفي سياق متصل كانت شواطئ إقليم الحسيمة بكل من “الطوريس” و”كلايريس” قد شهدت خلال السنوات الأحيرة (مارس 2017 ويونيو 2024 على التوالي) نفوق وجنوح هذا النوع من الحيتان، التي تم ادراجها في اللاىحة الحمراء للإتحاد الدولي لحفظ الطبيعة والموارد الطبيعية.
وللإشارة فعائلة الحيتان ذوات المنقار من الحيوانات التي تتواجد في أعماق المحيطات، وليس من الشائع رؤيتها في المياه، ويعتبر واحدا من المخلوقات الأكثر غموضا بالنسبة للعلماء، فهي تعيش في أعماق البحار وتغوص إلى أعماقه لتتغذى على الحبار
وحسب الخبرات المعرفية الحالية فإن أحد التهديدات المهمة لهذا النوع من الحيتان هو الضوضاء تحت الماء المرتبطة باستكشاف الطاقة وأنشطة الدفاع، وتؤدي المستويات العالية من الضوضاء إلى أن تصبح هذه الحيتان السمعية مشوشة، مما قد يؤدي إلى الجنوح والموت.
وفي هذا السياق كانت تقارير إعلامية متداولة منذ سنوات قد أشارت إلى اعتقاد عدد من الخبراء إن التدريبات العسكرية البحرية قد تكون سبب وفاة حيتان “كوفيه ذو المنقار خلال الآونة الأخيرة، كما حدث في عدد من شواطئ ايرلندا بسبب التدريبات العسكرية الروسية.