جريدة إلكترونية تهتم بالأخبار الدبلوماسية

الأمن المدرسي في سلا: استراتيجية متكاملة لحماية الأجيال

Le point diplomatique

سلا/ المغرب: تولي مصالح الأمن الإقليمي ب”سلا” أولوية قصوى للأمن المدرسي. حيث تعتبره حجر الزاوية في الاستراتيجية الأمنية العامة. وذلك لحماية التلاميذ والأطر التربوية والإدارية في المؤسسات التعليمية ومحيطها.

ضمن هاته الاستراتيجية العامة، يشكل الأمن المدرسي أحد أهم الهواجس الأمنية المطروحة التي توليها مصالح الأمن الإقليمي لسلا الأولوية القصوى. و ذلك لاتصالها بالسياسة الأمنية المؤكد على نهجها كتوجه تدبيري من قبل الإدارة العامة للأمن الوطني.

 

وهكذا ومنذ إحداث الفرق الأمنية المختلطة المختصة. شهد الفضاء المدرسي انخفاضاً ملحوظاً في معدل الجريمة. وذلك راجع لاعتماد خطة أمنية ناجعة والسهر على تنزيلها من قبل عناصر أمنية مدربة.

 

اهتمام يأخد أهميته من كون الأمن المدرسي. المنطلق من استراتيجية حماية التلاميذ والطلبة والأطر التربوية والإدارية بالمؤسسات التعليمية و بمحيطها. يعد المدخل الفعلي للتحصيل العلمي والبيداغوجي. فبدونه لن يستقيم أي إصلاح تعليمي أو تأطير تربوي. وبالتالي تحقيق الأهداف المرسومة وبلوغ الغايات المسطرة. وبطبيعة الحال المساهمة في تحقيق التنمية والتنمية المستدامة وتحقيق الإقلاع الاقتصادي والبناء المؤسساتي.

 

نهج خطة استباقية وتفاعل مجتمعي أدى لانخفاض الجريمة بالمؤسسات التعليمية بسلا
إيمانا بهاته الأهمية والقوة في البناء، عمل الامن الإقليمي بسلا على التطوير المستمر لآليات الوقاية والردع. سواء عبر التدخلات المباشرة أو القيام بحملات توعوية وتحسيسية. إضافة إلى دراسة وتتبع البيئة المحيطة بهاته المؤسسات ورصد كافة الاختلالات التي تعزز من نمو الجريمة داخلها.

 

وفي هذا السياق، تتفاعل الفرق الأمنية المختلطة مع البلاغات الواردة عبر منصة “إبلاغ” الرقمية. ذات الصلة بالتهديدات والتحرش والتشهير والإساءة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتتخذ الإجراءات اللازمة والضرورية للتعامل مع الحالات المبلغ عنها.

 

وفي السياق نفسه وارتباطا بالاستراتيجية الأمنية العامة تتبنى مصالح الأمن خطة استباقية تعتمد على التفاعل بين المؤسسة الأمنية والمجتمع. ومكافحة الجريمة المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة. وذلك عبر إشراك المواطنين في جهود المصالح الأمنية للتصدي للجريمة السيبرانية.

 

تأتي هاته الخطوات لتتجاوز المقاربات التقليدية في التعاطي مع هاته الاختلالات القائمة على التدخلات الامنية المباشرة والزجرية. إلى انفتاح المؤسسة الأمنية بسلا على محيطها المجتمعي. وذلك من خلال رصد ومتابعة ومحاربة الحرية المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة وإمداد هاته المواتكبات بالنجاعة المطلوبة. وذلك عبر انتهاج سياسة تشاركية بين المصالح الأمنية والمواطن. هذا الأخير يصبح بمقتضى هاته الفلسفة في التدبير شريكا أساسيا في هاته الجهود تحقيقا للأمن السيبيرياني بكل تشعباته و تمظهراته.

 

تجدر الإشارة إلى أن مصالح الأمن الإقليمي بسلا، وعلى غرار باقي المصالح الأمنية. تعمل على التفاعل الإيجابي والسريع مع كافة الإشعارات والبلاغات التي تتوصل بها هاته المصالح عبر منصة “إبلاغ” الرقمية. وهي المنصة التي تم إحداثها للتبليغ عن أي تهديد، تحرش، تشهير أو إساءة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

 

وفي هذا الشأن، تسهر الفرق الأمنية الأربعة المختلطة، التابعة للأمن الإقليمي بسلا. على رصد هذا النوع من الجرائم الإلكترونية التي تستهدف التلاميذ أو الأطر التربوية والتفاعل الفوري معها. سواء عبر التدخل الميداني المباشر، عند الضرورة. أو من خلال الإحالة على المصالح المعنية قصد تعميق البحث والتحري في مصدر أي تهديد أو تحرش أو تشهير أو ادعاء يمس بحرمة الحياة الشخصية.

تسجيل انخفاض في نسب الجرائم المدرسية بسلا
منذ إحداث هاته الفرق الأمنية، شهد الفضاء المدرسي والطلابي بمدينة “سلا” انخفاضا ملحوظا في معدل الجريمة. نتائج لم تكن وليدة الصدفة بل نتاج خطة امنية محكمة وناجعة منتهجة للتعامل مع كافة الحالات والظروف. معززة بفريق إنجاز متمرس ومحنك ومدرب على مستوى عال للاضطلاع بهاته المهام المتميزة والتي تحمل طابعا خاصا وحساسا لصلتها بقطاع التربية والتكوين.

 

ارتياح مجتمعي وامتنان مواطناتي
عبرت هيئات التدريس والتأطير المدرسي عن ارتياحها وامتنانها للجهود المبذولة من قبل الفرق الأمنية والمصالح الأخرى المعنية للتصدي لهذا النوع من الجرائم. مشيدة بمستوى التفاعل والتواصل اليومي والتنسيق المستمر مع مختلف المتدخلين في الشأن التربوي بتراب عمالة سلا، من مؤسسات التربوية وجمعيات الآباء والمجتمع المدني. ومثمنة نهجها لسياسة تفاعلية تشاركية فعالة أعطت ثمارها على أرض الواقع. وذلك من خلال تحقيق انخفاض في معدلات الجريمة بهاته المؤسسات كما في محيطها.

 

وتهدف الجهود المستمرة المبذولة لتعزيز المكتسبات الأمنية ورفع فاعليتها في المؤسسات التعليمية ومحيطها. وذلك من خلال توفير الإمكانيات اللوجيستيكية والبشرية اللازمة. ضمنها وضع كاميرات المراقبة وتعزيز خدمات الحراسة.