جريدة إلكترونية تهتم بالأخبار الدبلوماسية

نحو انتعاش مستدام: الاقتصاد المغربي يستعيد عافيته بعد جائحة كورونا

بقلم الأستاذ محمد عيدني

يبدو أن الاقتصاد المغربي بدأ يخطو خطواته الأولى نحو التعافي من تداعيات جائحة كورونا، حيث تبرز بوادر التحسن في شتى القطاعات، لاسيما السياحة والزراعة. هذا الانتعاش يأتي بعد فترة عصيبة عانى فيها الاقتصاد الوطني من تراجع حاد في العوائد وأثر كبير على مستوى التوظيف والمعيشة.

 

بعد أن أسفرت جائحة كورونا عن إغلاق العديد من الأنشطة الاقتصادية، بدأنا نشهد حركات ملحوظة تدل على الانتعاش، حيث تعد السياحة واحدة من القطاعات الرئيسية التي تحمل آمال كبيرة في العودة إلى مستويات ما قبل الجائحة. فالجهود المبذولة من قبل الحكومة والهيئات المعنية لتحسين البنية التحتية وتعزيز الأنشطة الترويجية تعكس التزامًا واعيًا بإعادة الثقة للمستثمرين والسياح.

 

في مجال الزراعة، يُظهر القطاع أيضًا علامات انتعاش قوية، خاصة مع تحسين تقنيات الزراعة وتبني ممارسات أكثر استدامة. لم يكن القطاع الزراعي دومًا هيكليًا مثل الساحل، ولكنه أثبت مرونته أثناء الأزمات، حيث يلعب دورًا حيويًا في تأمين سبل العيش لملايين المواطنين. تظهر التحليلات أن المغرب يتحرك نحو زراعات متنوعة وقائمة على الجودة، مما يعزز القدرة التنافسية للمنتجات المغربية في الأسواق الدولية.

 

ومع ذلك، يجب على المغرب أن يكون حذرًا ويأخذ بعين الاعتبار العوامل المتعددة التي قد تعرقل هذا الانتعاش. فالتحديات مثل البطالة، ارتفاع تكاليف المعيشة، وتأثر الاقتصاد العالمي بسبب النزاعات الجيوسياسية يجب أن تكون على رأس قائمة الأولويات.

 

كما أن تحقيق انتعاش مستدام يتطلب اعتماد سياسات اقتصادية مرنة تراعي التحولات العالمية، وابتكار حلول جديدة لتعزيز الاستثمارات والابتكار. ينبغي على الحكومة المغربية تشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتقديم الدعم اللازم للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تشكل العمود الفقري للاقتصاد.

 

في الختام، بينما يخطو المغرب نحو التعافي، يجب على جميع الفاعلين في الساحة الاقتصادية أن يتعاونوا ويعملوا معًا لضمان أن يأتي هذا الانتعاش مصحوبًا بالاستدامة والشمولية، لخلق اقتصاد قوي يكون قادرًا على مواجهة التحديات المستقبلية. إن الطريق أمامنا لا يزال طويلاً، لكن بالإرادة والتخطيط السليم، يمكن للمغرب أن يحقق تطلعات شعبه إلى مستقبل أفضل وأكثر استقرارًا