جريدة إلكترونية تهتم بالأخبار الدبلوماسية

ظاهرة احتلال الملك العمومي في المغرب.. ضرورة تفعيل مراقبة دائمة

بدر شاشا

تُعَدّ ظاهرة احتلال الملك العمومي في المغرب من القضايا التي تؤثر بشكل كبير على جمالية المدن وسلامة المواطنين. فالأرصفة والشوارع، التي من المفترض أن تكون فضاءات عامة مخصصة للمارة ووسائل النقل، أصبحت في العديد من الأحيان ملكًا للباعة المتجولين والمحلات التجارية، مما يعيق حركة السير ويشوه المنظر الحضري.

 

أسباب انتشار ظاهرة احتلال الملك العمومي:

غياب المراقبة المستمرة: تقتصر عمليات تحرير الملك العمومي في كثير من الأحيان على حملات موسمية، مما يتيح للمحتلين العودة إلى مواقعهم بعد فترة قصيرة.

تساهل السلطات المحلية: في بعض الحالات، تُمنح تراخيص مؤقتة لبعض الباعة أو المحلات، لكن عدم التزامهم بشروط هذه التراخيص يؤدي إلى تجاوزات مستمرة.

الضغط السكاني والاقتصادي: يجد العديد من الباعة المتجولين في احتلال الملك العمومي وسيلة لتأمين لقمة عيشهم، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

 

تأثيرات احتلال الملك العمومي:

تشويه المنظر الحضري: تُفقد المدن المغربية جاذبيتها السياحية والثقافية بسبب الفوضى التي تُحدثها هذه الظاهرة.
تعريض سلامة المواطنين للخطر: يُعيق احتلال الأرصفة حركة المارة، خاصة ذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال، مما يزيد من مخاطر الحوادث.

تأثير سلبي على الاقتصاد المحلي: قد يؤدي إلى تراجع النشاط التجاري المنظم، حيث يُفضّل البعض التعامل مع الباعة المتجولين على المحلات التجارية المرخصة.

الحلول المقترحة:

تفعيل المراقبة اليومية: يجب على السلطات المحلية القيام بعمليات تحرير الملك العمومي بشكل دوري ومستمر، وليس فقط خلال فترات معينة، لضمان عدم عودة المحتلين إلى مواقعهم.

تطبيق العقوبات الصارمة: يجب فرض غرامات وعقوبات على المخالفين، بما في ذلك سحب التراخيص المؤقتة، لضمان احترام القوانين والأنظمة.

توفير بدائل للباعة المتجولين: يمكن إنشاء أسواق مؤقتة أو دائمة مخصصة لهم، مع توفير شروط صحية وتجارية ملائمة، لتقليل الضغط على الفضاءات العامة.

توعية المواطنين: تنظيم حملات توعية حول أهمية الحفاظ على الملك العمومي ودوره في تحسين جودة الحياة الحضرية.إن تحرير الملك العمومي في المغرب يتطلب تضافر جهود جميع الفاعلين، من سلطات محلية ومجتمع مدني ومواطنين، لضمان بيئة حضرية صحية وآمنة. فبتفعيل المراقبة اليومية وتطبيق العقوبات الصارمة، يمكن القضاء على ظاهرة احتلال الملك العمومي واستعادة جمالية مدننا.