جريدة إلكترونية تهتم بالأخبار الدبلوماسية

ورشة تكوينية لتعزيز قدرات الأطر التربوية في مواجهة الكوارث الطبيعية بشيشاوة

محمد شقور

في إطار الشراكة بين وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ومنظمة اليونسكو، احتضنت المديرية الإقليمية لشيشاوة، يومي 24 و25 فبراير 2025، ورشة تكوينية لفائدة الأطر الإدارية والتربوية بالإقليم، بهدف تعزيز قدراتهم في التدبير الاستباقي لمخاطر الكوارث الطبيعية.

 

أشرف على تأطير هذه الورشة الخبير الدكتور عبد الحق الحياني، ممثل منظمة اليونسكو والمدير السابق لمديرية الاستراتيجية والتخطيط والإحصاء بالوزارة.

وخلال كلمته الافتتاحية، نوه المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بهذه المبادرة، مشيدًا بالتعاون المثمر مع منظمة اليونسكو، كما استحضر السياق الذي تأتي فيه هذه الورشة، في أعقاب الزلزال الذي ضرب إقليم شيشاوة يوم 8 شتنبر 2023، مخلفًا خسائر بشرية ومادية جسيمة.

 

كما أثنى على جهود السلطات الإقليمية، وعلى رأسها عامل الإقليم، في التخفيف من تداعيات الكارثة، وذلك تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس.

وأكد المدير الإقليمي على أهمية هذه الورشة في إرساء مخطط إقليمي ومحلي لمواجهة المخاطر، مشددًا على دور الأطر التربوية في ضمان استمرارية العملية التعليمية وتقليل الآثار النفسية للكارثة على التلاميذ.

 

كما أعرب عن شكره للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش-آسفي، وكافة المتدخلين الذين ساهموا في إنجاح هذه المبادرة، لا سيما جمعية تلدات للتنمية والتعاون التي استضافت الورشة بفضاءاتها.

من جانبه، أكد الدكتور عبد الحق الحياني أن المغرب قدم نموذجًا مؤسساتيًا واستراتيجيًا متميزًا في إدارة تداعيات الزلزال، مشيرًا إلى أن الاستجابة السريعة والاستباقية مكنت من ضمان استمرارية التحصيل الدراسي في ظرف قياسي.

 

كما شدد على ضرورة التحرك الاستباقي لمواجهة التغيرات المتسارعة في طبيعة المخاطر الطبيعية، مؤكدًا على أهمية الحكامة الجيدة في تدبير الأزمات.

 

وأشار الحياني إلى أن هذه الورشة تندرج ضمن مشروع تجريبي يتم تنفيذه بشراكة مع الأكاديميتين الجهويتين لمراكش-آسفي وسوس ماسة، والمديريات الإقليمية لكل من الحوز، شيشاوة، وتارودانت، على أن يتم التنسيق مع الوزارة لتوسيع نطاق المشروع على المستوى الوطني.

 

تأتي هذه الورشة كجزء من جهود المغرب لتعزيز قدراته في مواجهة الكوارث الطبيعية، وذلك من خلال تكوين الأطر التربوية وتمكينهم من آليات التدخل الفعّال في الأزمات، في خطوة تعكس التزام الوزارة وشركائها بتطوير مقاربات استباقية تضمن سلامة المنظومة التعليمية واستدامتها.