بقلم: الأستاذ محمد عيدني
في عصر تتسارع فيه الأحداث وتتأزم فيه الأوضاع السياسية والاجتماعية، يتحتم علينا أن نتأمل دور الإعلام كأداة حقيقية قادرة على صياغة مستقبل وطننا. إن الإعلام الوطني، بمدلولاته الواسعة، ليس مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل هو محور أساسي في بناء وعي شعبي يسعى إلى المشاركة الإيجابية في قضايا الأمة.
غالبًا ما نلاحظ أن بعض وسائل الإعلام تُعنى فقط بتضخيم قضايا تدور في فلك الإثارة، مما يفضي إلى تكريس ثقافة “البوز” على حساب القضايا الحقيقية التي تواجه مجتمعنا. هذه الظاهرة تؤدي إلى إبعاد المواطن عن الانشغال بالقضايا الجوهرية، مثل الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة. لذلك، نجد أن صوت الإعلام يجب أن يكون نداءً واضحًا لنبذ الفوضى والبلبلة التي يمكن أن تخلقها الأخبار المغلوطة والتقارير السطحية.
ضرورة الإعلام الهادف:
في خضم هذه المرحلة الحرجة، يجب أن يتحمل الإعلام المسؤولية في تشكيل الوعي الجمعية للمواطنين. يجب عليه أن يسعى إلى تقديم المعلومات الدقيقة والتحليلات العميقة التي تساعد في فهم الواقع المعقد الذي نعيشه. فالعدو الحقيقي الذي ينبغي التصدي له ليس فقط الأعداء الخارجيون، بل الأفكار الهدامة والشائعات التي يمكن أن تفتت اللحمة الوطنية وتزرع الفتنة بين أفراد المجتمع.
من هنا، يجب على كل فرد من أفراد الفريق الإعلامي أن يكون مدركًا لدوره الفعال، وأن يزرع في فكره وضميره المبدأ الأساسي: “وطننا أمانة”. فنحن بحاجة إلى إعلام يتجاوز البحث عن الإثارة إلى تقديم الحقائق المرتبطة بالمستقبل، إعلام يساهم في بناء جيل واعٍ ومثقف، يستطيع أن يتعامل مع التحديات بروح من التضامن والوحدة.
خط أحمر: الأمن الوطني والمشاعر الوطنية
إن أي مساس بوطننا أو ملكنا هو بمثابة تعدٍ على كل مواطن يُحب بلاده. هذا الأمر يجعل من واجبنا كأفراد وكجماعات أن نكون في خط الدفاع الأول. علينا أن نكون اليقظين لكل ما يُحاك ضد وطننا، وأن نتبنى مواقف واضحة تدافع عن هويتنا وتاريخنا وثقافتنا.
يجب أن نعمل معًا، وعلينا أن نكون صادقين في نوايانا، متجاوزين أي خلافات قد تشتت جهودنا. لنستثمر في الإعلام النزيه الذي يسلط الضوء على القضايا الحقيقية، وينقذنا من متاهات الفوضى ويعزز من وحدة الصف