سيدي إفني محطة تاريخية لتحقيق الوحدة الترابية للمملكة المغربية
Le point diplomatique
Le point diplomatique
يخلد الشعب المغربي وفي طليعته أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير، اليوم الاثنين 30 يونيو، الذكرى 56 لاسترجـاع مدينة سيدي إفني واستكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية للمملكة المغربية.
ففي مثل هذا اليوم من سنة 1969، تم إجلاء آخر جندي أجنبي عن مدينة سيدي إفني، بعد عقود من المقاومة الشعبية والمعارك البطولية التي خاضتها قبائل آيت باعمران وغيرها من مناطق المغرب، دفاعا عن السيادة الوطنية ورفضًا لكل أشكال الاستعمار والتجزئة.
والجدير بالذكر أن سيدي إفني تقع بجهة كلميم واد نون وسط المغرب وتعتمد في اقتصادها على الصيد البحري والسياحة والفلاحة ولها عدة معالم تاريخية تعود لفترة الإستعمار الإسباني ومنها “الباكاضوليا” و مبنى البلدية والمنارة والتلفريك…
وقد عانت مدينة سيدي إفني من الإستعمار الإسباني منذ توقيع معاهدة ” سنة “واد راس ” سنة 1860 بعد هزيمكة المغرب في حرب تطوان تليها إتفاقية” أمزدوغ”سنة 1934 والتي وقعتها قبائل أيت باعمران مع السلطات الإسبانية، حيث تم تفويت سيدي إفني رسميا لإسبانيا .
وفي سنة 1969 إندلعت إنتفاضة لقبائل أيت باعمران في منطقة سيدي إفني إحتجاجتا على قرار السلطات الإسبانية بتجنيس القبائل وإلحاقهم بالدولة الإسبانية ، حيث تمكن المقاومون من هزم الجيش الإسباني لتعلن إسبانيا خروجها من المنطقة ليتم الإعلان عن إسترجاع مدينة سيدي إفني بتاريخ 30 يونيو سنة1969.
وفي هذا الإطار نستحضر خطاب الملك الراحل الحسن الثاني خلال زيارته لمدينة سيدي إفني في 18 ماي 1972: «أرجوكم أن تبلغوا تحياتنا إلى سكان الإقليم، وبهذه المناسبة أبلغ سكان المغرب قاطبة افتخاري واعتزازي وحمدي لله وتواضعي أمام جلاله لكونه أنعم علي بأن أكون ثاني الفاتحين لهذه البقعة.
وبهذه المناسبة، ذكّرت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، بالملاحم التي خاضتها انتفاضات الشعب المغربي منذ فرض الحماية سنة 1912، مرورا بمساهمات أبناء الأطلس والريف وسائر ربوع المملكة المغربية، وصولا إلى قبائل آيت باعمران التي واجهت الاحتلال الإسباني بشجاعة، وقدّمت تضحيات في معارك خالدة كـ “تبلكوكت”، و”سيدي إفني”.
وأشارت المندوبية إلى أن تحرير سيدي إفني شكّل مفتاح لمسلسل استعادة الأقاليم الجنوبية، بدءًا بطرفاية سنة 1958، ثم التتويج بالمسيرة الخضراء في 6 نونبر 1975، والتي أبهرت العالم كملحمة سلمية أطلقها جلالة المغفور له الحسن الثاني، وتوجت باسترجاع الصحراء المغربية كاملة يوم 28 فبراير 1976.
وأكدت المندوبية أن هذه الذكرى تكتسي أهمية تاريخية خاصة، بالنظر إلى الجهود الملكية التي يديرها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في مواصلة جهود التنموية في الأقاليم الجنوبية.