Le point diplomatique
شهدت العلاقات المغربية والمملكة المتحدة تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة خاصة مع إعلان بريطانيا خروجها من الإتحاد الأروبي لتعزز من الشراكة الإستراتيجية مع المغرب في العديد من المجالات أبرزها الشراكات التجارية والإقتصادية، والإعتراف البريطاني الرسمي بمقترح الحكم الذاتي المغربي، حول الصحراء المغربية ،و التبادل الثقافي.
الدعم البريطاني لمبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب
ونشير إلى أن المبادرة الحكم الذاتي هي اقتراح قدمته المملكة مغربية سنة 2007 كحل سلمي لنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية وتهدف إلى منح الصحراويين حكما ذاتيا موسعا تحت السيادة المغربية،وتضمن لصحراويين حقوقهم في إدارة شؤونهم ، وقد لقيت هذه المبارة دعما دوليا من عدة دول ومنظمات دولية لكونه الحل الأكثر مصداقية وسلمي وييساهم من استقرار المنطقة .
و بعد الزيارة الرسمية لوزير الخارجية البريطاني “ديفيد لامي” للمغرب بتاريخ 2 يونيو 2025،”حيث أكد أن العلاقات المغربية البريطانية تعرف نمو وازدهار الأمر الذي يساعد في إطلاق فرص جديدة بين البلدين
هذه الزيارة لوزير الخارجية إلى المغرب تأتي في سياق خطط الحكومة البريطانية لتعزيز التعاون مع الدول في أنحاء أفريقيا، بدعم من مقاربة واقعية تقدمية تنتهجها المملكة المتحدة في الشؤون الخارجية. بالنسبة لأنحاء أفريقيا، ذلك يعني تأسيس شراكات حقيقية مشتركة في مجالات مختلفة.
وقال وزير الخارجية البريطاني” لقد اختارت المملكة المتحدة المصادقة على مبادرة الحكم الذاتي المغربي، باعتبار ذلك هو الأساس الأكثر مصداقية وبراغماتية لحل دائم يمكن تحقيقه ومتفق عليه بين الأطراف للخلاف حول الصحراء المغربية ، وهو حل يمكن أن يفي بالتزاماتنا تجاه حل النزاع في المنطقة، وتحقيق الحكم الذاتي لشعب الصحراء المغربية.”
وبحكم كونها عضوا في مجلس الأمن، وكصديق للدول في أنحاء المنطقة، تسعى المملكة المتحدة في موقفها الجديد إلى دعم حل للنزاع يتفق عليه الأطراف، ويدعم العملية التي تقودها الأمم المتحدة، ويحترم مبادئ الحكم الذاتي المغربي .
وجاء في البلاغ مشترك لزيارة الوزير البريطاني للمغرب “ديفيد لامي”، أن مخطط الحكم الذاتي للمغرب يمثل “الأساس الأكثر مصداقية وقابلية للتطبيق وبراغماتية” من أجل التوصل إلى حل نهائي للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية
وبهذا الموقف التاريخي لبريطانيا ، أصبحت بريطانيا ثالث دولة من بين الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي التي تؤيد خطة الحكم الذاتي للصحراء المغربية، بعد أن سبقتها في ذلك كل من الولايات المتحدة وفرنسا.
شراكات بريطانية- مغربية في المجال الإقتصادي والأمني
ففي سياق الإقتصادي تسعي الحكومة البريطانية لدفع من عجلة النمو الاقتصادي لها عبر توسيع إتفاقيات الشراكة مع المغرب، حيث أعلنت المملكة المتحدة والمملكة المغربية إبرام مجموعة من الاتفاقيات للتعاون وتنمية الروابط التجارية بين البلدين، في سياق خطة الحكومة البريطانية لتوفير فرص عمل وزيادة دخل المواطنين ومن أهم هذه الشراكات الٌإقتصادية نذكر منها.
دخول شركات بريطانيةالأصل لتنفيد مشاريع البنية التحتية لبطولة كأس العالم 2030،المعتزم تنظيمه في المغرب وبشاركة مع إسبانيا والبرتغال.
ونذكر اتفاقيات مبتكرة في المجال المياه ، واتفاقيات لشراكة في مجال الإصلاحات الوطنية للإرتقاء بالرعاية الصحية، واتفاقية للتعاون في مجال الماء، واتفاقية الشراكة التجارية التي وقعها المغرب مع المملكة المتحدة سنة 2021، وفي هذا الصدد كشف المعهد الملكي المغربي للدراسات الإستراتيجية (IMIS) “أن التبادل التجاري الثنائي بين البلدين إرتفع إلى 2 مليار جنيه إسترليني أي مايعادل 25 مليار درهم بحلول سنة 2022″، كما وقع الطرفان اتفاقيات في مجال الطاقة والإستثمار، ولعل أبرزها هو مشروع الرباط للدول الإفريقية الأطلسية ، ومشروع الأنبوب الأطلسي الإفريقي.
وجاءت هذه الزيارة لوزير الخارجية إلى المغرب في سياق خطط الحكومة البريطانية لتعزيز التعاون مع الدول في أنحاء أفريقيا، ذلك يعني تأسيس شراكات حقيقية مشتركة في مجالات التجارة والاستثمار، والأمن، ومعالجة دوافع الهجرة غير النظامية.
ويعرق الجانبان التعاون في المجال الأمني والعسكري بهدف محاربة الإرهاب والتطرف ومكافحة الجريمة العابرة للحدود ،حيث يعرف الجانبان تنسيق أمني مشترك، من أهمها مشاركة بريطانيا في مناورات الأسد الإفريقي وانخراطها في المبادرات والمشاريع المغربية في إطار إستراتيجية التعاون جنوب -جنوب.
وفي هذا السياق،أكد النائب البريطاني ووزير الدولة الأسبق المكلف بشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أندرو موريسون، أن المغرب يفرض نفسه كـ”حصن للاستقرار” في القارة الإفريقية.
وكتب موريسون، في مقال نشرته مجلة “The Parliament Politics”، وهي المجلة الرسمية للبرلمان البريطاني، أن “المغرب قوة صاعدة، والمملكة تعد حصنا للاستقرار في إفريقيا”.
وأضاف النائب المحافظ في مجلس العموم، الغرفة السفلى للبرلمان البريطاني، أن المغرب يشكل حاجزا أمام مختلف التهديدات التي تطرحها التنظيمات الإرهابية، وعصابات الجريمة المنظمة، والهجرة غير الشرعية، قبل أن تصل هذه التهديدات إلى القارة الأوروبية.
تتميز العلاقات المغربية البريطانية بتاريخ طويل من التعاون والتبادل الثقافي والاقتصادي. وقد شهدت هذه العلاقات تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث عملت الحكومتان المغربية والبريطانية على تعزيز التعاون في مجالات متعددة.