لبنان بين مطرقة الاحتواء الإيراني وسندان الضغوط الدولية
le point deplomatique
نهاية نفوذ إيران.. لبنان على مفترق طرق تاريخي
في وقت تتصاعد فيه الغارات الإسرائيلية شبه اليومية على مواقع حزب الله في لبنان، تدخل الأزمة اللبنانية مرحلة حاسمة مع تصاعد الضغوط الأمريكية لـ”إنهاء نفوذ إيران الخبيث” من خلال نزع سلاح الميليشيا. هذا المشهد المعقد يضع لبنان أمام اختبار سيادة حاسم بين مطرقة الاحتواء الإيراني وسندان الضغوط الدولية.
الضغوط الأمريكية: بين الدبلوماسية والتهديد
دعا وكيل وزارة الخزانة الأمريكية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية جون هيرلي من بيروت الإثنين اللبنانيين إلى “إنهاء نفوذ إيران الخبيث” عبر حزب الله، مؤكداً أن بلاده “جادة للغاية” في قطع مصادر تمويل الحزب من داعمته طهران.
وفي مقابلة مع ثلاث وسائل إعلام بينها وكالة فرانس برس في مقر السفارة الأمريكية، قال هيرلي بعيد لقائه مسؤولين لبنانيين: “نعتقد أن مفتاح استعادة الشعب اللبناني لبلده يكمن في إنهاء النفوذ الإيراني الخبيث من خلال حزب الله”. وأكد أن الإدارة الأمريكية الحالية “جادة للغاية في قطع تمويل إيران” التي تقدر الخزانة نقلها أكثر من مليار دولار منذ مطلع العام إلى الحزب .
في محاولة لاجتثاث النفوذ الإيراني، قدم المبعوث الأمريكي توم باراك رؤية اقتصادية بديلة عندما قال: “لقد كانت إيران هي الممول لنمو حزب الله. فكيف يمكننا استبدال ذلك؟ نحن ندخل دول الخليج في الوقت نفسه ومنطقة اقتصادية جديدة” .
وأضاف باراك في خطابه في قصر بعبدا الرئاسي في بيروت: “بالنسبة للجنوب… هناك 40,000 شخص هناك يتقاضون رواتب من إيران للقتال. ماذا ستفعل بهم؟ هل تريد انتزاع أسلحتهم وتقول لهم: ‘بالمناسبة، اذهبوا وازرعوا المزيد من أشجار الزيتون’؟ هذا لن يحدث، نحن بحاجة لمساعدتهم” .
من جهته، يرفض حزب الله هذه المقترحات جملة وتفصيلاً، حيث أكد نائب رئيس مجلس الشورى في حزب الله الشيخ علي ضاموس في خطبة جمعة: “تقولون أن الدولة هي التي تحمي البلاد وتدافع عن الوطن وأن الأسلحة يجب أن تقتصر على الدولة” ثم تساءل: “فماذا فعلت الدولة حتى الآن في وجه الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية اليومية؟ على الأقل أقنعونا بفعالية تقييد السلاح بالدولة” .
كما هدد الأمين العام المساعد لحزب الله نعيم قاسم بأنه “لن تكون هناك حياة” للبنان إذا عارضت الحكومة الحزب، متهمًا إياها بالاستجابة للضغوط الأمريكية نيابة عن إسرائيل .
يشهد الجنوب اللبناني تصعيداً عسكرياً متواصلاً، حيث شن الجيش الإسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية، الإثنين، استهدفت مواقع لحزب الله في جنوب لبنان وشرقه. وأفادت وزارة الصحة في بيروت بأن غارة جوية استهدفت سيارة جنوب مدينة صيدا الساحلية، مما أسفر عن مقتل شخص .
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية بوقوع غارات إسرائيلية مختلفة في أنحاء جنوب لبنان، حيث سمعت انفجارات قوية في المناطق المستهدفة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف “بنية حزب الله الإرهابية”، بما في ذلك مواقع في النبطية ووادي البقاع كانت تُستخدم لإنتاج الأسلحة وتخزينها وإطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل .
منذ بدء سريان وقف إطلاق النار في نوفمبر 2024، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن عدد القتلى بلغ قرابة 300 شخص، بينما أعلنت الأمم المتحدة أن 100 من هؤلاء القتلى كانوا من المدنيين. في حين لم يعلن حزب الله عن أي أرقام تخص خسائره .