البرلمان المغربي و نظيره الفرنسي .. تقارب جديد يخدم مصالح البلدين و الشعبين
le point diplomatique
تستعد مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية الفرنسية بمجلس المستشارين لتفعيل التعاون البرلماني بين البلدين و تطويره ، قصد إعادة الدفء للعلاقات بين البرلمانيين ، من خلال تنظيم لقاءات مستقبلية تركز على مختلف مجالات التعاون و بما يخدم مصالحهما معا .
ومن المقرر عقد لقاء رسمي في شهر ماي المقبل لمناقشة التعاون البرلماني، كما ستنظم المجموعة لقاءات أخرى خلال العام الحالي تهدف إلى تعزيز التقارب الجديد بين المغرب و فرنسا، مع التأكيد على دعم الوحدة الترابية للمملكة المغربية.
و تعتبر المجموعة البرلمانية أن موقف باريس الذي تم الإعلان عنه من قبل وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورني، الإثنين المنصرم، “خطوة جديدة في العلاقات، واعتراف ضمني بسيادة المملكة على أراضيها، خاصة مع الإشارة إلى دعم باريس للاستثمارات المغربية في الأقاليم الجنوبية”.
و يعول المستشارون المغاربة الأعضاء في هاته المجموعة، من جهة، على مواقف نظرائهم الفرنسيين في مجلس الشيوخ الطيبة تجاه المغرب، و من جهة أخرى على هاته الفترة الجديدة قصد إعطاء زخم في التعاون البرلماني الفرنسي المغربي.
محمد زيدوح، رئيس مجموعة الصداقة المغربية الفرنسية بمجلس المستشارين، قال إن “هذه المجموعة بقيت قائمة الذات حتى في فترات التوتر بين البلدين”.
و أضاف زيدوح، ضمن تصريح له ، أن “المجموعة من خلال العلاقة الطيبة التي تجمع الأعضاء المغاربة والفرنسيين، وزيارة كريستيان كامبون، رئيسها في مجلس الشيوخ الفرنسي، إلى المملكة المغربية، وحينها تحدث في عز الأزمة عن ضرورة اتخاذ باريس موقفا واضحا في ملف الصحراء، تكون ربما ساهمت بالفعل في وصول العلاقات إلى هذا المستوى”.
و أورد المستشار البرلماني ذاته أن “المجموعة عرفت زيارات من أعضاء في الغرفة الثانية بمجلس الشيوخ الفرنسي إلى الأقاليم الجنوبية، مع استقبال وزراء سابقين عبروا عن دعمهم للوحدة الترابية المغربية”، لافتا إلى أن “المجموعة ستواصل هذا النهج بتدعيم العلاقات وتقريب وجهات النظر من خلال أدوارها في الدبلوماسية البرلمانية”.
كما أوضح زيدوح أن “المجموعة تضع أدوارها في يد السلطات المغربية، للمساهمة المستقبلية في هاته العلاقات”، كاشفا عن “وجود زيارة خاصة من وفد برلماني مغربي إلى فرنسا في ماي القادم، مع استقبال الجانب الفرنسي من المجموعة في أكتوبر القادم”، وزاد: “كما سيزور وفد من مجلس الشيوخ الفرنسي مستقبلا مدينة الداخلة، مع عقد ندوة مستقبلية حول تقريب العلاقات بين الرباط و باريس، و الأدوار المهمة التي يلعبها المغرب في الساحل الإفريقي”.
و أشار البرلماني الاستقلالي إلى أن “هذا البرنامج المخصص لهاته السنة سيساهم بشكل كبير في تقوية العلاقات بين البلدين، وخاصة على المستوى البرلماني”، مضيفا: “مؤخرا استقبلنا سفير باريس بالمغرب، و وضح بكل صراحة موقف باريس من ملف الصحراء، و أنها مستعدة بالفعل للتقدم في موقفها”.
في سياق آخر تحدث زيدوح عن كون “كل هذا جاء في إطار التنسيق، و الحفاظ التام على مواقف بلادنا الواضحة في هذا الصدد”، متابعا: “كما أن الهدف الأساسي في المرحلة المقبلة من خلال زيارتنا شهر ماي القادم إلى باريس هو مناقشة استغلال التنسيق المغربي الفرنسي من أجل تقريب وجهات النظر، وإعادة العلاقات إلى سابق عهدها بين البرلمان المغربي والأوروبي، علما أن الأخير يترقب انتخابات قادمة”.
و واصل المتحدث ذاته: “المغرب أصبح قوة سياسية واقتصادية مهمة في المنطقة والعالم، ومن خلال دورنا في الدبلوماسية البرلمانية من المهم أن نعول على أصدقائنا في فرنسا، حتى يكون هنالك حضور على مستوى البرلمان الأوروبي، بما يحفظ مصالح المملكة”.
و أجمل المستشار البرلماني قائلا: “موقف سيجورني المعلن يوم الإثنين الماضي جاء بالفعل بتأثير من قبل هاته المجموعة، إذ إن الجانب الفرنسي بمجلس الشيوخ أثر على الدولة الفرنسية حتى تكون إيجابية في ملف الصحراء”، خاتما بأن “هناك بالفعل أملا كبيرا في أن تتخذ باريس موقفا أكثر تقدما في المستقبل”.