جريدة إلكترونية تهتم بالأخبار الدبلوماسية

الجزائر تسعى لفتح صفحة جديدة مع الإمارات عبر تطبيع علاقاتها مع السعودية

le point diplomatique

بعد أشهر من التوتر المتصاعد ، يبدو أن النظام الجزائري أدرك أخيرًا ضرورة إصلاح علاقاته المتوترة مع الإمارات العربية المتحدة  ، التي أعدت لائحة سوداء تضم أسماء شخصيات جزائرية ممنوعة من دخول أراضيها بسبب انخراطها في حملة عدائية تستهدف الدولة الخليجية ذاتها ، بعد المغرب و مالي .

و في محاولة من هذا السياق ، بدأت الجزائر في البحث عن وساطات خارجية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، في محاولة منها لرأب الصدع بين البلدين .

  حيث قالت صحيفة  ” مغرب أنتلجنس ” ، إن رئيس أركان الجيش الوطني ، سعيد شنقريحة،  يستعد لزيارة المملكة العربية السعودية في الأيام المقبلة ، أملا في أن يجد في السعودية قناة وساطة تسمح له بالتفاوض مباشرة مع أبو ظبي لإيجاد حل سريع للأزمة ، بعد ان حاول  سابقًا استخدام الكويت كوسيط لإعادة العلاقات مع الإمارات، إلا ان  هذه الجهود لم تنجح .

و قالت نفس الصحيفة أن النظام الجزائري قد شن هجوما منذ مدة عى الإمارات و اتهمها بالتآمر ضد أمنها الوطني ، من خلال دعم التحالف بين المغرب وإسرائيل، ماليا و سياسيا ، اضافة الى تشجيعها على جميع الحركات المعادية للجزائر ، في ليبيا و تونس و موريتانيا و الساحل ،  بينما تتهم الإمارات الجزائر بالوقوف وراء أعمال عدائية ضد مصالحها في شمال إفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى.

و أوردت وسائل إعلام أن تبون لجأ إلى الكويت التي تتمتع بسمعة جيدة لدى جميع الأطراف لتخفيف التوتر الذي تسبب فيها جنرالات العسكر قبل عام من الانتخابات الرئاسية في عام 2024، مشيرة إلى أن تبون أدرك خطورة البقاء عالقًا في هذا العداء مع إحدى أكثر الدول تأثيرًا في العالم الإسلامي والعربي، والتي أصبح لها الآن دورا مهما في مجموعة البريكس.

و تشن صحف و مواقع جزائرية مقربة من السلطة  ، حملة على الإمارات منذ مدة ، و تطالب بطرد سفيرها من الجزائر  مما يثير التساؤل عن الجهة التي تحرك هذه الحملة من داخل النظام ، و عما إذا كانت الجزائر قد قررت اختيار الإمارات عدوا خلال هذه المرحلة للتغطية على فشلها في معالجة ملفات محلية وخارجية، وفق ما أودته صحيف العرب .

و قالت الصحيفة  عينها ، في عدد سابق إن تقارير متداولة منذ مدة في صحف ومواقع إخبارية محسوبة على النظام الجزائري حثت على ضرورة “اتخاذ القرارات المناسبة” ضد دولة الإمارات، ردا على ما أسمته بـ”حملات التحرش والإضرار بالمصالح الوطنية والتجسس”.

 

أضاف المصدر ذاته أن استعداء الإمارات ليس سوى استمرار لسياسة جزائرية تقوم على الإمعان في خلق الأعداء بلا سبب، ولو أدى ذلك إلى المس بمصالح الجزائر نفسها. وبالإضافة إلى المغرب افتعلت الجزائر توترا حادا مع إسبانيا وبرودا مع فرنسا بسبب الاستغراق في معارك الماضي، ومع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب تقاربها مع الصين و روسيا.

 

ومن الواضح أن التصعيد الإعلامي مع الإمارات يعود -في جزء منه- إلى رغبة النظام الجزائري في إبعاد أنظار الجزائريين عن فشله الخارجي، خاصة بعد خسارته عضوية مجموعة بريكس في وقت كان فيه المسؤولون الجزائريون -ومن بينهم الرئيس عبدالمجيد تبون- يتحدثون عن العضوية كتحصيل حاصل، وأن الجزائر قوية بتحالفها مع الصين وروسيا، لكن البلدين لم يتحمسا لموقفها ولم يدعما ملفها، هما وحليفتها جنوب أفريقيا، وفق تعبير الصحيفة .