الدبلوماسية المغربية تتجاهل خطوة الجزائر في انشاء إتحاد مغاربي جديد
le point diplomatique
في خطوة مستفزة و غير متوقعة ، أعلنت الجزائر منذ أيام قليلة عن قرار يفيد تشكيلها لقمة مغاربية ، تضم كلا من تونس و ليبيا ، دون المغرب و موريتانيا ، و هو الأمر الذي مازالت الدبلوماسية المغربية تتجاهلة لحد الآن ، نظرا لتركيزها الواضح على مشروع جلالة الملك محمد السادس ، الطريق الى الأطلسي .
و قد اعتبر متتبعون للشأن المغاربي ، أن الخطوة الجزائرية ، تسعى إلى تفكيك “اتحاد المغرب العربي” المؤسس من الدول الخمس (موريتانيا، المغرب، الجزائر ، تونس، ليبيا عام 1989).
و في بيان اتفاق رؤساء كل من الجزائر، تونس وليبيا على “عقد لقاء دوري يجمعهم كل 3 أشهر ستكون نسخته الأولى في تونس مباشرة بعد شهر رمضان المبارك، على أساس أن يُنظم بشكل دوري وفي كل مرة تحتضنه واحدة من العواصم الثلاث، لبحث المسائل المتعلقة بالتكامل الاقتصادي والتحديات التي تواجهها الدول الأعضاء التي ترتبط معا بحدود شاسعة، في ظل أوضاع إقليمية مضطربة”.
و جاء في بيان للرئاسة الجزائرية، أن “السادة الرؤساء عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية وأخواه قيس سعيد، رئيس الجمهورية التونسية ومحمد يونس المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي، أجروا لقاءً ثلاثيًا، استعرضوا فيه مخرجات القمة السابعة للغاز المنعقدة في الجزائر، كما تدارس الرؤساء المغاربيين الثلاث، الأوضاع السائدة في المنطقة المغاربية”.
ومن جهتها قالت الرئاسة التونسية في بيان “اتفق الرئيسان (الجزائي والتونسي) على ضرورة تكثيف نسق التعاون، لا سيما عبر عقد اجتماعات اللجنة العليا، وغيرها من آليات العمل الثنائي، فضلاً على تنفيذ مشروعات مشتركة في المناطق الحدودية بين البلدين في أقرب الآجال”.
وكان لافتاً إبعاد موريتانيا عن هذا “التكتل المغاربي الإقليمي”، وهي التى كان رئيسها محمد ولد الشيخ الغزواني مؤخرا بالجزائر، حيث شارك فى جلسة افتتاح قمة منتدى الدول المصدرة للغاز ثم غادر قبل اختتام القمة، ما يعني أن الغزواني رفض الانضمام إلى تكتل مغاربي يستثنى المغرب باعتباره الركن الأساسي فى أي اتحاد المغرب العربي.
وكان الرئيس الجزائري قد مهّد لشكل جديد من التعاون مع تونس وليبيا الجريحتين بالإضافة لموريتانيا، الشهر المنصرم، عندما أوفد وزير خارجيته أحمد عطاف إلى المنطقة المغاربية في جولة شملت تونس وطرابلس ونواكشوط، وسلم خلال الزيارة رسائل خطية من تبون لنظرائه المغاربيين، تناولت “مقترحات تخص تنسيق المواقف”.