جريدة إلكترونية تهتم بالأخبار الدبلوماسية

إيران تشيد بهجمات حزب الله على إسرائيل

Le point diplomatique

أشادت إيران، اليوم الاثنين، بالهجوم الذي نفذه حليفها حزب الله على مواقع في إسرائيل يوم الأحد، معتبرة أن الدولة العبرية قد فقدت “قدرتها الهجومية وقوة الردع”. يأتي هذا التصعيد في ظل التوترات المتزايدة بين الجانبين، حيث أعلن حزب الله أنه أطلق مئات الطائرات المسيرة والصواريخ على إسرائيل رداً على مقتل القيادي العسكري فؤاد شكر بضربة إسرائيلية في بيروت يوم 30 يوليو.

 

صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، بأن “رد حزب الله النوعي والكبير ضد أهداف حيوية واستراتيجية في عمق الكيان الصهيوني” يبرز تغيراً جذرياً في المعادلات الاستراتيجية لصالح المقاومة. وأكد كنعاني أن الجيش الإسرائيلي “فقد قدرته الهجومية وقوة الردع الفعالة”، وأصبح مضطراً الآن للدفاع عن نفسه ضد الضربات الاستراتيجية التي يتعرض لها.

 

من جهته، قلل الجيش الإسرائيلي من أهمية الهجوم، مشيراً إلى “أضرار بسيطة للغاية” وذكر أنه لم تقع إصابات كبيرة، باستثناء مقتل جندي بسبب صاروخ اعتراضي إسرائيلي. وأكد الجيش الإسرائيلي أنه تمكن من إحباط “جزء كبير من الهجوم” الذي شنه حزب الله.

 

وفي سياق متصل، انتقد كنعاني الدعم الشامل الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل، مشيراً إلى أن إسرائيل “فقدت القدرة على التنبؤ بوقت ومكان” ردود أفعال حزب الله. من جانبه، وصف رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، هزيمة إسرائيل في هذا الهجوم بأنها بموازاة الهزيمة التي تعرضت لها في حرب 2006، والتي استمرت 33 يوماً بين حزب الله وإسرائيل، حيث اعتبر الحزب أنه خرج منتصراً رغم محاولات إسرائيل القضاء عليه.

 

تأتي هذه التطورات في ظل تبادل القصف اليومي بين حزب الله وإسرائيل منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في السابع من أكتوبر. وازداد التوتر في الأسابيع الأخيرة بعد مقتل فؤاد شكر، واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، في ضربة نُسبت إلى إسرائيل. وقد تعهدت طهران وحزب الله بالرد على مقتلهما.

 

في هذا السياق، أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في منشور على منصة “إكس” يوم الأحد، أن رد طهران على اغتيال هنية سيكون “حتمياً ومدروساً ومحسوباً جيداً”. وأضاف عراقجي: “لا نخشى التصعيد، ولكننا لا نسعى إليه، على عكس إسرائيل”.

 

هذه التصريحات تعكس تصاعد التوترات بين إيران وحلفائها من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني والسياسي في المنطقة. كما يبرز هذا التصعيد التحديات المستمرة التي تواجه الأطراف المعنية في ظل النزاعات المستمرة والقدرة المحدودة على التوصل إلى حلول دبلوماسية تنهي هذه الدوامة من العنف.